الرحيق
الرحيق أنواعه وكيف يتم إنتاجه؟ ما هو رحيق الأزهار ؟
هذا السائل المسمى رحيقا هو السكريات وهو الرحيق المتاح في الأزهار: وهو إفراز الغدد الرحيقية والأنسجة النباتية. سواء كانت من الغدد الرحيقية الزهرية في الكأس الزهرية، كما في زهرة السدر مثلا، أم من غدد رحيقية على الأوراق كما في الكرز والقطن.
وقد تتم تسمية رحيق الأزهار بمسمى رحيق النحل وهذه تسمية خاطئة. فالنحل ليس له رحيق ّ فهو لايملك غددا تنتج المواد السكرية من جسمه فهو يأخذ الرحيق من الأزهار.
كيف تمتص النحلة الرحيق؟
تمتص النحلة الرحيق بلسانها الدقيق الذي تختل أطواله من سلالة لسلالة أخرى. هذا اللسان هو عبارة عن خرطوم مجوف يتم سحب الرحيق بواسطة هذا اللسان لمعدة العسل، هكذا يتم سحب الرحيق من الأزهار العاسلة والتي تنتجها الغدد الرحيقية.
ما هو الرحيق المختوم؟
الرحيق المختوم هو العسل في صورته النهائية والذي تم ختمه من قبل النحل بواسطة الشمع. بحيث ختمه و غطاه بختم شمعي للحفاظ عليه :
الفرق بين الرحيق والعسل
ما هو الفرق بين الرحيق والعسل؟
يرتبط اسم الرحيق بالنحل والعسل؛ لأن العسل الناتج عنه أحسن وأغلى من العسل الناتج عن الندوة العسلية أو شبه العسل الناتج عن امتصاص النحل للمحلول السكري لقصب السكر. .
.. تتحكم في عملية إفراز الرحيق عوامل كثيرة منها ما يتعلق بعمر النبتة أو وضع الزهرة وتركيبة الأرض الفيزيوكيميائية، أو ما يتعلق بالرطوبة النسبية للجو والأرض.
الرحيق هو السائل المخفف الذي أنتجته الزهرة. بينما العسل هو السائل الكثيف السميك الذي تم تكرار الرحيق في بطن النحلة وتمت معالجة الرحيق في العيون السداسية داخل بطن النحلة كي يظهر بنتيجته النهائية عسلا ثقيلا يختلف عن الرحيق.
*بعض أنواع السكريات التي ينتجها النبات -غير الرحيق- ويقوم النحل بجمعها وإنتاج العسل منها :
الطل العسلي:
هو مادة سكرية تنتج من بعض النباتات الحيّة التي توجد طبيعياً فيها. أو تنتج من جروح في أنسجة النبات أحدثتها الحشرات أو غيرها، كما في اللزاب والسنديان والبلّوط.
الندوة العسلية: ( اضغط هنا )
هي إفرازات من حشرات كالمن والبسلا والحشرات القشرية. ومنها يتم إنتاج العسل المسمى(عسل الغابة السوداء) وتحدثنا بالتفصيل عن هذا الموضوع. (هنا)
الرحيق المُتاح
هو الرحيق المجموع من قِبَل النحل. أي الذي يستطيع النحل جمعه والعودة به. وهو من الناحية الاقتصادية ثروة بيئية تفرزها الأشجار.
تأثير المناخ والطقس على الرحيق
يتعلق جمع الرحيق بثلاثة عوامل هي:
1-الطقس.
2-الغطاء النباتي.
3-طائفة النحل.
ولكل من هذه العناصر عوامله الخاصة. فالطقس جزء من المناخ، والمناخ مجموعة من الطقوس، وعنصراه: الحرارة والرطوبة، ويتحكم المناخ والطقس في تركيب الغطاء النباتي وازدهاره.
أما الغطاء النباتي فإن عناصره تتشكل من :
النباتات الرحيقية أو الطلعية(ذات حبوب اللقاح)
-الأشجار.
-المحاصيل المعمرة والحولية.
-شكل كأس الزهرة وحالته.
-كمية ونسبة حلاوته.
-صفات خاصة بالنبات من إفرازه.
-موعد الإفراز في مراحل التطوّر النباتي المختلفة.
-فترات النهار من الصباح الباكر حتى الغروب.
-تأثر ذلك بالحرارة والرطوبة الجوية والأرضية.
-التربة بنيةً ومحتوى.
فلكل هذه العناصر مجتمعة تأثير في التغيرات التي تطرأ على الكتلة الرحيقية وعلى الرحيق المتاح.
طائفة النحل
طائفة النحل وأهم عناصره: ملكة النحل: ميزاتها، وسلالتها، وعمرها، وعدد الشغالات السارحة، والحاضنة، وحجم الحضنة، والغذاء المتوفر من الرحيق وغبار الطلع. وهناك سلالات النحل المتأقلمة وفق المناطق الباردة والحارة والجافة، وحسب النبات السائد.
ولطائفة النحل مرحلتان: المرحلة الطلعية، والمرحلة العسلية
المرحلة الطلعية: وهي مرحلة تكاثر لدى النحل، يجمع خلالها كميات كبيرة من غبار الطلع. وهو الذي تدفع كثرتُه في الطبيعة وفيضُه الملكة إلى البيض بكثرة إذا توفرت الحرارة الملائمة. وتتوافق هذه المرحلة مع مطلع الربيع.
المرحلة العسلية: تتميز بميل النحل لجمع العسل، وانحسار تدريجي في أطر الحضنة. إن نسبة السكر في الرحيق هي التي تدفع النحل نحو تكديس العسل أكثر من التكاثر. فالرحيق الرقيق (المنخفض الحلاوة والعالي الرطوبة) يدفع النحل للتكاثر، أما الرحيق الكثيف (العالي الحلاوة) فيدفع النحل لتخزين العسل.
تأثير حالة النبات ونوعه ومرحلة تطوره
تتوزع النباتات في مجتمعات مكانية، وتوزيع تركيبها حسب أشهر السنة، وحجم النبات الإنفرادي، ومرحلة النمو الخضري أو الزهري، وعدد النباتات الكلّي. ولعدد النباتات الأكبر، تأثير مهم على حجم الغلة الرحيقية.
فمثلاً، يكون تفرّع النباتات الأكبر أكثر، وعدد أزهارها أكبر، وجذورها أقوى، وسحبها للماء والغذاء أكثر. وباختصار، تكون هي المسيطرة على النباتات التي حولها نباتياً وزهرياً وطول مدة الإزهار.
الرحيق والرطوبة والجفاف
تحدث زيادة الرحيق في الموسم الرطب عندما تكون الكتلة النباتية الحية مرتفعة، وظروف الطقس ملائمة، إلا أنها تهبط بشكل ملحوظ خلال الجفاف، أو بعد حدوث موجة جفاف. وقد يؤثر الصقيع الشديد في شباط (فبراير) وآذار (مارس)، وهي مرحلة نمو النباتات، على القيم الكلية للكتلة النباتية. فالاكتساب المبكر لأعلى مسطح ورقي له دور كبير في حصر طاقة الإشعاع الشمسي، وفي انخفاض معدل النتح وقلة التبخر من سطح التربة.
التدهور البيئي وأثره
إن تدهور البيئة النباتية بسبب التلوّث وأعمال الاستصلاح الهائلة وغير المبرمجة، والرعي الجائر وغير المنظم والمبكر لقطعان الماشية، والحرائق والاستثمار المفترس لخصوبة التربة، يؤثر تأثيراً كبيراً على تدهور مراعي النحل الطبيعية. وبعض هذه المراعي أصلا متدهور لدينا بشدة، وهذا يؤثر على التربة وسطحها وطاقتها على خزن الماء، ويكون جريان الماء السطحي في التربة المتدهورة عليها أعلى، وقدرتها على التخزين أضعف، ووفق طبوغرافيتها أيضاً. فالأرض المنخفضة، كما تقول العامة، تشرب ماءها وماء غيرها. (للمزيد)
حماية المراعي النحلية
في كل الأحوال. تعتبر مراعي النحل موارد طبيعية يجب حمايتها واستغلالها بكفاءة أكثر. خاصة التي يتكرر فيها وجود النباتات العاسلة في الموقع الواحد، وفي السنوات المتتالية.
حالة النبات ومعدلات الأمطار السنوية وتوزيعها
تتحكم معدلات الأمطار السنوية، وحسن توزيعها على الأيام الشتوية، أو عدة أعوام تالية. فالأمطار المبكرة تساعد النباتات العفائية والمزروعة مبكراً على الإنبات وتكوين جذور جيدة قبل حلول الشتاء. فتصبح أكثر مقاومة للصقيع وأقوى نمواً عند حلول في مطلع شهر(فبراير). ومن ثم ميل الجو نحو الدفء، وهي المرحلة التي يتجه فيها الطقس نحو الاعتدال الربيعي.
معدلات الأمطار واختلافات أنواعها
إن لمعدلات الأمطار وتوزّعها على مدار العام متوافقاً ذلك بانتظام الحرارة اليومية حول معدلها السنوي، أثراً كبيراً في نمو النباتات الرحيقية وازدهارها. فأواخر الخريف وأوائل الشتاء للأمطار، وأواخر الشتاء وأوائل الربيع للنمو، وأحياناً يختل هذا الانتظام مؤثراً على توزع التركيب النباتي للنباتات العاسلة.
الأمطار الخريفية
إن للأمطار الخريفية كبير الأثر في نمو المزروعات الصيفية وتطوّرها. ومثل ذلك على النباتات البرية، فإذا ارتوت الأرض من أمطار السماء في(أكتوبر/ نوفمبر)، فهذا أفضل لاعتدال حرارة الجو في هذين الشهرين، وتأثير ذلك على نمو النباتات.
وأما إذا تأخر الري إلى (ديسمبر ويناير)، يبقى ذلك مقبولاً، خاصة (يناير)، حيث يعتبره العامة فحل الشتاء، لأن الأرض فيه تعانق السماء عدة سنوات، وهذا ما حدث فعلاً في عام 1993، حيث اعتمد الرحيق فيها على المعدلات المطرية الجيدة لعام 1992. يبقى لري التربة في أربعينية الشتاء كبير الأثر على فيض الرحيق في النباتات الصيفية في (يونيو) و(يوليو) وفي (أغسطس) أيضاً. وهذا يتمثل بشكل واضح تماماً على الحلاب (الجيجان)، وإن توافق ذلك مع رطوبة جوّية جيدة كان أفضل، وخيراً على خير.
ارتفاع الحرارة وانخفاض الرطوبة
لهذه الحالة، أي ارتفاع الحرارة وانخفاض الرطوبة تأثير كبير على جني إفرازه في أواخر الربيع، وفي المرحلة الصيفية، وهذا الزمن هو زمن المرحلة العسلية للنحل. فانخفاض الرطوبة الجوية وغياب الندى، وارتفاع درجة الحرارة يؤثر تأثيراً جوهرياً على حالة النبات العامة. هذه الحالة تدفع النبات لفقد كميات ليست قليلة من مائه بسبب التبخر، ومثله التربة، بدلاً من اكتساب الماء بالتغذية الورقية من قطرات الندى والرطوبة الجوية، عدا عن التغيرات المفاجئة في الطقس، خاصة خلال شهر(مايو) الذي تهب فيه رياح الخماسين الجافة، ويتفاقم الضرر إذا استمرّت هذه الحالة إلى شهر (يونيو) وما بعده. فمنحنيات الرطوبة والحرارة، واتجاه الرياح وشدّتها تؤثر على سلوك النحلة من جهة، وعلى إفراز الأزهار والرحيق المتاح من جهة أخرى، فيفيض العسل أو يشحّ تبعاً لها.
انخفاض الحرارة والرطوبة
في حالات انخفاض الحرارة والرطوبة يتوقف إفراز الرحيق، ويحط النحل على الأزهار دون أن يجني منها شيئاً، حتى تعجز العاملات عن التقاط حبيبات الطلع بسبب جفافها، حتى في الصباح الباكر، وهذا ما شوهد على أزهار النفل عام 1996.
كثيراً ما شاهد النحالون نباتات الحلاب والرحيق يلمع في ضوء الشمس على تويجات الأزهار، والنحل لا يجني من هذا الرحيق شيئاً. وبعض النحالين يجد جواباً، والآكثر لا يجد جواباً. من هنا تنحصر ضرورة معرفة التفريق بين الرحيق والرحيق المتاح والعوامل المسببة له. وفي بعض الأيام الحارة والجافة ينصرف النحل كلياً لجمع الماء بدلاً من الرحيق، وذلك لتبخيره في الخلية، للمحافظة على درجة 35 مئوية، وعمل مراوح بالأجنحة بين الشغالات. لهذا يفضل في الأيام الحارّة عمل مظلة للنحل، أو وضعه تحت الأشجار، وعندما تنخفض الرطوبة الجوية عن 50% لمدة طويلة نسبياً، تصبح غبار الطلع جافة فاقدة لأي مادة لاصقة، فتتطاير كالغبار، ولا تعلق بأرجل النحلة، كما تجف بسرعة. وتفقد خواصها الغذائية، والخطر في استمرار حالة الجفاف وانخفاض الرطوبة لفترة تزيد عن يوم أو يومين. والذي يراقب الأزهار خلال مرحلة الحر وغياب الندى، يلاحظ سرعة تفتحها ونضجها.
الحرارة وأثرها على مدة التزهير
وفي الحرارة والجفاف، وحتى في المناطق العالية تقلصت مدة إزهار الشوكيات على أنواعها؛ فالتي كانت تدوم شهراً تفتحت وذبلت خلال أسبوع، فلم يستطع النحل أن يجني منها لقصر مدة إزهارها، ولرحيقها القليل والشديد التركيز، أي لقلّة رحيقها المتاح، وهذا ما حدث في أواخر صيف 1996، حيث رافق هذه الفترة هبوب رياح شرقية، وكما هو معلوم، الرياح الشرقية قارّية صحراوية جافة، أما الرياح الغربية والغربية الجنوبية فهي رطبة، حتى لو كان هناك ارتفاع للحرارة، فإذا سيطرت الرياح الغربية والغربية الجنوبية سبّبت رطوبة وندى يخفّفان من النتح، ويساعدان على الاستفادة الورقية من قطرات الندى، فيفرز الرحيق ويجمع العسل، ويسهل على النحل جمع غبار الطلع.
وفي المرحلة العملية
إذا كانت الفروق قليلة في الحرارة بين الليل والنهار، وكان تخزين التربة لمياه الأمطار خلال أشهر الشتاء جيدة، وكان توزيع الأمطار جيداً أيضاً، مودعاً فصل الأمطار بأمطار جيدة، واستمرت الرطوبة على مستوى طبيعي في بداية الموسم، منخفضة قليلاً في أواخر المرحلة العسلية مع الندى في الصباح، فإن الأزهار تحافظ على نضارتها مدة طويلة وتفرز الرحيق المتاح بوفرة، وبالتالي يعد النحال نفسه بالبحبوحة.
أما إذا سادت الرياح الشرقية، فإن الجفاف يقضي على الرحيق، ونحن لا نستطيع تربية النحل كالدجاج أو البقر، لأن هذه الحشرة جزء من البيئة، تحيا وتزدهر معها، وتندثر معها، فهي “بنت النور وأخت الخصب” كما قال عنها فيكتور هيغو.
ميزات خاصة لبعض النباتات في إفراز الرحيق
يزور النحل بشكل مكثف أزهار البساتين في الأيام الثلاثة الأولى بعد نقله إليها، ثم تذبل تويجات الأزهار بعد إنجاز التلقيح بيوم أو يومين، ومثله الأسدية، حيث يتحوّل نشاط الزهرة نحو الجنين الجديد، نحو المدقّة. وسنعرض في ما يلي الظروف الملائمة لإفراز الرحيق في بعض النباتات:
الحمضيات: يستمر موسم إزهار الحمضيات أربعين يوماً تقريباً، من 1/3 وحتى 10/4 في الساحل السوري، وإذا جاز لنا أن نقسم هذه المدة إلى أربعة أرباع، كل عشرة أيام، فالربع الأول هو لحاجة الطائفة لتأسيس الحضنة وتطويرها، والثاني والثالث لجمع الرحيق، والرابع للجمع والتخزين. ففي عام 1996 صادف الربع الثاني والثالث أمطاراً وانخفاضاً في درجة الحرارة، فلم يجمع النحل الرحيق للتخزين، بل استهلك ما جمعه. وفي الربع الرابع مال المنحنى البياني لأزهار الحمضيات نحو الانخفاض، فلم يستطع النحل أن يجمع من الحمضيات إلا النذر اليسير.
الندوة العسلية
وهو عسل المن والبسلا والحشرات القشرية، ويحتاج فرز الندوة العسلية إلى حركة دورية هبوطاً وصعوداً في الحرارة في (مايو ويونيو) لكي تكون الظروف ملائمة لإفراز الندوة العسلية.
العلم والخبرة سلاح النحال
إن إرشاد النحال وتفهُّمه لمعادلة إفراز الرحيق من المعلومات التي تساعده، إلى حد ما، على اتخاذ القرار في اختيار المكان المناسب لنحله
وهذا سيكون له تأثير مفيد ومعنوي في تطوير هذه المهنة، وتطوير وضع النحال.
إن تطوير محطات الرصد بزيادة أعدادها حتى تغطي كافة المواقع البيئية والجغرافية المختلفة التي تنتشر فيها النباتات الرحيقية، تزود النحالين والباحثين في هذا المجال بمعلومات ترشدهم للوقاية من خطر تقلبات الطقس. وهذا يقتضي رسم خريطة للنباتات الرحيقية، موقعاً عليها انتشارها في البلاد، وفق مخططات بيانية، حسب الطقس والمناخ والظروف البيئية الملائمة لإفراز الرحيق والرحيق المتاح.
المراجع: