لقد فشلت في العودة!

وقت القراءة : دقيقتان

لقد فشلت في العودة. التسمم بالمبيدات وتوهان النحل

لقد فشلتْ في العودة!

في المساء تعود جميع الطيور إلى أعشاشها وتعود أغلب المخلوقات لمساكنها؛ كي تتأهب لصباح آخر جميل..

إلا هذه النحلة التي ضلت وتاهت في الطريق ولم تعرف طريق الرجعة إلى مسكنها! فقد فشلت في العودة!

النحل يعمل طول النهار وفي ساعات المساء يرجع جميع النحل لخلاياه، و برجوعه تنتهي جميع الأعمال الحقلية الخارجية ويكون العمل داخليا في الخلية والبعض الآخر من النحل يكون في حالة سكون يتأهب من خلالها للنشاط في اليوم التالي.

حديثنا عن هذه النحلة التي فشلتْ في العودة، لماذا لم تعد كباقي النحل إلى القفير؟ 

تتمتع ذاكرة النحل بنشاط عال وتذكر شديد ولاعجب في أنها تستطيع حفظ هذه الأماكن وطرق الرجعة. ففي مخها الصغير الذي يبلغ حجمه ملليمتر مكعب فقط يوجد ١,٠٠٠,٠٠٠عصب! (راجع)

التعود على المكان

إن النحل يعشق وينجذب بشكل مبالغ فيه لموقعه الحالي، فعند تغيير مكان الخلية فإن النحل يرجع لمكان وموقع الخلية السابق وإذا تم نقله لمنطقة بعيدة فإنه يحاول أن يتناسى ويبرمج ذاكرته على الموقع الجديد!

ونحن هنا نسجل اعترافا بأن النحال كسب هذه الصفة بكل جدارة فالنحال إذا ألف مكانا وموقعا جديدا فإنه لا يقوم بتغييره إلا بعد إقناع طويل !

كيف يتوه النحل؟ ولماذا فشلت في العودة؟

أسباب ضياع النحل وفقدانه ترجع لأمرين:

الأمر الأول: عدم مقدرة بعض النحل الصغير السن من العودة لخليته وذلك بسبب خلل فسيولوجي في تركيبة جسم النحلة ويرجع ذلك لضعف في التغذية للنحلة أو مشاكل وراثية جينية  تعرضت لها خلية النحل .

الأمر الثاني: التعرض للمبيدات الزراعية السامة. وهذا هو السبب الرئيسي وهو الأكثر شيوعا!

كيف تكون المبيدات سببا في فشل النحل في العودة ؟

 ينجذب النحل إلى هذه الرحيق في الأزهار ، تمامًا كما ينجذب البشر إلى المطاعم  والمخابز ومحلات بيع الحلوى. وبمجرد أن يتغذى النحل على الأزهار بالقرب من مكانٍ يتم رشه بمبيدات النيونيكوتينويد؛ فإنه يصبح في محيط الخطر. 

  تثبت العديد من الدراسات أن سلوك النحل يتغير بشكل كبير عند التعرض لمركبات النيونيكوتينويد.

تعمل مبيدات النيونيكوتينويد كمبيد حشري عن طريق منع مسارات عصبية معينة في الجهاز العصبي المركزي للحشرات. تضعف هذه المواد الكيميائية تواصل النحل وقدرته على البحث عن الطعام والبحث عن الماء ونشاط الطيران والقدرة على التمييز عن طريق الشم والتعلم والجهاز المناعي، وكلها لها تأثير على قدرة النحل على البقاء.

يصاب النحل بالارتباك عندما تبدأ المواد الكيميائية في السيطرة على أجهزتهم العصبية. 

يصبح نظام( GPS)الداخلي عند النحل الذي كان قوياً في السابق مشوشًا ، مما يرسل إشارات مختلطة إلى الدماغ. سيؤدي هذا الارتباك إلى اضطراب وتوهان مؤكد للنحلة فبالتالي لا تستطيع العودة إلى الخلية. وإن عادت فتلك مشكلة كبرى!

  إذا تمكن النحل الباحث عن الطعام الملوث بالسموم من العودة إلى الخلية.  فهو لا يصيب العمال الآخرين فحسب ، بل ينبههم عبر إشارة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الخاصة بها إلى موقع البحث الأخير.  بعد ذلك بوقت قصير ، ستقوم غالبية نحل العسل بزيارة الموقع الملوث ، مما يؤدي إلى عودة المزيد من ملوثات مبيدات الآفات. ستنهار قريباً المستعمرة التي كانت مزدهرة ذات مرة. ونقول ليتها تاهت وأسلمت الأفراد من هذا الموت البشع!

كم يبعد النحل عن خليته؟

نحل العسل هو السبيل الذي من خلاله تتلقى بقية الخلية التعرض لمبيدات الآفات. يسرح  نحل العسل بمتوسط كيلوين للرحيق والماء وحبوب اللقاح. وقد يحظر مربي النحل استخدام مبيدات الآفات المحتوية على مبيدات النيونيكوتينويد داخل حدود منحله ، لكن هذا لا يفعل الكثير للتحكم في التعرض الذي يتلقاه النحالون من الأفنية الخلفية القريبة والأراضي الصناعية والزراعية. ينتقل التلوث إلى الغذاء أثناء عملية التلقيح. ثم يأخذ العلف الملوث مرة أخرى إلى الخلية ، ويصيب يرقات جديدة ، نحلات أخريات. ولكن لن يرجعن فقد فشلن في العودة!

شارك المقالة مع الآخرين

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email
مراسلة
تحتاج مساعدة ؟
خدمة العملاء | وادي ديم
مرحباً بك في وادي ديم ..
كيف نساعدك ؟