الاستمطار وسلوك النباتات

وقت القراءة : 7 دقيقة

الاستمطار وسلوك النباتات بين العلم والتطبيق: جدل التقنية في الخليج

ما هو الاستمطار وكيف يعمل؟

الاستمطار وسلوك النباتات هو تعديل دقيق لخصائص السحب بهدف تعزيز هطول الأمطار عبر نشر مواد تُشكّل نوى تكاثف (مثل يوديد الفضة أو أملاح البحر). هذه النوى تساعد قطرات الماء على الاندماج لتكوين قطرات أكبر تسقط كمطر.

حاصل: الاستمطار ليس “صناعة للمطر”، بل محاولة لتحفيز السحب المؤهلة أصلًا للهطول.

نشأة علم الاستمطار

1946: تجربة فينسنت شيفر باستخدام الثلج الجاف.
الخمسينيات: برامج أمريكية موسعة.
اليوم: التقنية موجودة في أكثر من 50 دولة، لكن فعاليتها متباينة.

أبرز الشركات التي تنفذ عمليات الاستمطار

Weather Modification Inc. (الولايات المتحدة)
برامج تعديل الطقس في تكساس
الشركة الوطنية للاستـمطار (الإمارات)
Rain Enhancement Technologies (أستراليا)

الركائز الأساسية لنجاح الاستمطار

– اختيار السحب

أن تكون ذات محتوى مائي كافٍ وارتفاع مناسب.

– المادة المستخدمة

مثل يوديد الفضة، الملح البحري، أو ثاني أكسيد الكربون الصلب.

– وسيلة النشر

طائرات، صواريخ، أو مولدات أرضية.

– التوقيت

العنصر الأهم في نجاح العملية.

الدعوى النظرية

الطرح الشائع: “كلما نشرنا نوى تكاثف داخل السحب زاد المطر.”

التقييم العلمي: ليست قاعدة مطلقة؛ أحيانًا تحدث زيادة، وأحيانًا لا يتغير شيء، وقد يتحول الهطول إلى مناطق مجاورة بدل المنطقة المستهدفة.

أثر الاستمطار الصناعي على البيئة المحلية

– جودة المياه والتربة

التركيزات التشغيلية ليوديد الفضة غالبًا لا تُظهر مخاطر صحية أو بيئية.
في حال الاستخدام المكثّف قد تحدث آثار سُمية لبعض الكائنات الدقيقة.

– النظم البيئية والطقس

قد يتحول الهطول إلى مناطق بعيدة (Downwind).
لم تُسجل أضرار واسعة النطاق، لكن الرصد الطويل الأمد ضروري.

– الصحة العامة

لا دلائل قوية على تأثيرات صحية سلبية، مع ضرورة متابعة مستمرة.

خلاصة بيئية: الأثر ضعيف غالبًا عند الالتزام بالمعايير، مع بقاء أسئلة مفتوحة حول التراكمات طويلة الأجل.

أثر الاستمطار على النباتات والتزهير

– علاقة المطر بالنباتات

المطر هو المحرك الأساسي للإنبات والتزهير، فكل زيادة في رطوبة التربة تنعكس على:

نمو البادرات.
تحفيز التزهير والإثمار.
زيادة التنوع النباتي والرعوي.

– الاستمطار والنباتات في الخليج

إذا جاء الهطول الناتج عن الاستمطار في بداية الموسم، ساعد على إنبات النباتات الحولية وأطالة موسم المراعي.
الأمطار الإضافية تُحسّن إنتاج الرحيق وحبوب اللقاح، ما يفيد مربي النحل ويرفع جودة العسل.
لكن إذا جاء الهطول في توقيت متأخر أو غير متزامن مع دورة حياة النبات، فلن يكون ذا أثر كبير.

– خلاصة نباتية

حاصل: الارتباط بين الاستمطار وسلوك النباتات مباشر عند توافق التوقيت؛ كلما نزل المطر في وقت حاجة النبات، ازداد الإزهار وتحسّن إنتاج الرحيق.

***في البيئة الصحراوية تتحسن النباتات في موسم الأمطار***

الاستمطار في الخليج: التجربة والجدل

شهدت السعودية والإمارات وعُمان مشاريع استمطار متعددة.

المؤيدون: يرونه وسيلة مساعدة لمواجهة شح المياه.
المعارضون: يعتبرونه رهانًا مكلفًا بلا نتائج واضحة.

رؤية خالد العتيبي النقدية لموضوع الاستمطار

طرح الباحث خالد العتيبي نقدًا بارزًا لمشاريع الاستمطار في الخليج، خاصة في سلطنة عُمان، وأبرز ما قاله:

بعض التقنيات مثل التأيين وهمية وغير مثبتة علميًا.
المطر مرتبط بالأنظمة الجوية الكبرى لا بالمشاريع المحلية.
الأموال المهدرة كان يمكن توجيهها لإدارة المياه والبحث العلمي.

اقتباس: “ما يجري ليس صناعة مطر ولا تحكّمًا في الطقس، بل “وهم تقني”؛ الأمطار نتاج المنخفضات الجوية.”

الاستمطار وسلوك النباتات بين العلم والتطبيق: كيف يعمل؟ ما أثره على البيئة المحلية؟ ولماذا يثير الجدل في الخليج؟ قراءة نقدية لرؤية خالد العتيبي، مع أحدث الدراسات العلمية وروابط مقالات مشابهة من وادي ديم. — “وهم تقني”

ماذا يقول العلم حاليًا؟

الفاعلية ممكنة على نطاق محدود جدا بشروط صارمة، والزيادة عادة متواضعة.
السياسات الرشيدة تتطلب: تشريعات، رصد بيئي وصحي، شفافية بيانات، مقارنة التكلفة بالعائد مقابل بدائل كالسدود والتحلية.

خلاصة وتوصيات

الاستمطار ليس حلًا سحريًا.
بيئيًا: أثره ضعيف غالبًا، لكن لا بد من رصد طويل الأجل.
في الخليج: الجدل قائم، ورؤية خالد العتيبي أضافت بعدًا نقديًا مهمًا.
نباتيًا: إذا توافق توقيت المطر الناتج عن الاستمطار مع دورة حياة النباتات، فإن الأثر على التزهير والرحيق والعسل يكون واضحًا.