أنزيمات العسل: هي تلك المكونـات الدقيقـة التـي تفـوق قيمتهـا التغذويـة الصـحية قيمــة غيرهــا مــن عناصــر التغذيــة.
وهذا تقرير نشر في مجلة أسيوط للدراسات البيئية – العدد الثالث والثلاثون (يناير ٢٠٠٩ (إنزيمات العسل : لا تفرط بھا !)
الدكتور / فوزى عبد القادر الفيشاوى
قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية – كلية الزراعة – جامعة أسيوط
أنزيمات العسل لاتفرط بها!
وبشـكل واضـح عـن العسـل مـا الـذي يميـز العسـل الطبيعـي الشـافي؟ ومالذي يجعلـه مختلفـا عن العسل المزيف التجاري؟
إنها الإنزيمات النشطة الحيويـة. هي تلك المكونـات الدقيقـة التـى تفـوق قيمتهـا التغذويـة الصـحية قيمــة غيرهــا مــن عناصــر التغذيــة. والتــى يعــود إليهــا بعد الله معظــم خصــائص العســل الاستشفائية.
العسل الحى .. دواء
و لكن نأتي بجديد إذا قلنا: أن الناس عرفوا مـن قـديم الزمـان أن العسـل غـذاء مثـالي طيـب المذاق ودواء طبيعي لعديد من أمراض الإنسان.
كذلك ثمة بردية (أي: وثيقة طبية) قديمة تدعى ” بردية سميث ” يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد. وتشـير إلـى أن قـدامى المصـريين عرفـوا تاريخها إلى ما بين ٢٦٠٠ – ٢٢٠٠ عاما ظل مؤرقا ذلك. إذ احتوت البردية على ٩٠٠ وصفة علاجية باستخدام العسل. ولكن هناك سؤالا يلح على عقول الأطباء والمعالجين طوالى هـذه السـنين:
تـرى مـا الـذى يجعـل نتـائج الاستشـفاء بالعسل تبدو متباينة ومشوشة إلى حـد كبيـر ؟ إذ يسـتفيد بعـض المرضـى، ولا يسـتفيد الـبعض الآخر ، وقد يتضرر البعض أيضا؟
قبــل أن يكتشــفوا ســر هــذا التبــاين طــويلا لقــد كــان علــى البــاحثين أن يقطعــوا شــوطا لإنتـاج عسـل طبيعي نقي، ثـم يؤسسـوا مركزا صـحى. لقـد اكتشـفوا أن عليـه أسـاليب موثوقـا العسل الطبيعى الخالص غذاء ليس كغيـره مـن صـنوف الغـذاء.
فهـو مـادة حيـة إن جـاز هـذا التعبير إذ ينظوي على عدد كبير ومتنوع من الأنزيمات النشـطة الحيويـة والمـواد النـادرة الأخـرى وعرفوا أن القيمة العلاجية للعسل وفوائده الصحية لا تعود إلى سكرياته المتنوعة الوافرة، بـل هـى تتحقـق بفضـل الله في أنزيماتـه النشـطة ومركباتـه الدقيقـة النـادرة.
وهكذا سـوف تـُدهش إذا علمـت أن سكريات العسل على الرغم من شهرتها الذائعة. ليست سوى بيئة حاضنة لكنز المركبات الحيوية الدقيقة وكنز الأنزيمات الثمين.
الأنزيمات .. المكون المرصود
إن نقطة واحدة من عسل طبيعي خـالص تحتـوي علـى عـدد غيـر محـدد مـن المركبـات علـى وجـه الدقـة.
فقـد أحصـى أحـد العلمـاء المـواد التـى يتركـب منهـا العسـل فـى عـام ١٩٧٢. ولكـن فـى عـام ١٩٨٥ أحصـى عـالم يابـاني عـدد المركبـات التـي بالعسـل فوجدها ١٨١ مركبا وكلمـا تقـدمت الأجهـزة العلميـة وزادت قـدرتها علـى قيـاس ومعـايرة مـواد فوجـدها ٢٩٤ مركبـا جديدة. وكلمـا ظهـرت مركبـات أخـرى دقيقـة بالعسـل لـم تكـن معروفـة مـن قبـل. ويبـدو أن العـدد النهائي لمكونات العسل سيظل لغزا كبيرا جدا. حتى أن أحد العلماء على ذلك بقوله : إذا بحثنـا فـى عالمنا عن مادة واحدة تجمـع كـل هـذه المكونـات مـا اسـتطعنا إلا أن نجـد سـوى العسـل.
مكونات العسل الطبيعي الرئيسية
ولإعطـاء فكرة مبدئية عن مكونات العسل الطبيعى نقول إن عينات منه حللت فخرج التحليـل علـى الأرقـام الآتيـــة فـــى المتوســـط : ٧٠,١٧ مـــاء ، ٥٠,٤٠ فركتـــوز ، ٣٤ جلوكـــوز ، ٥٠,١ ســـكروز ، ١٠,١ دكســترين ، ٧٠,١ مــواد معدنيــة ، ١,٠ أحمــاض ، ٤٠,٣ فــى المائــة مكونــات دقيقــة حيوية.
أهم الأنزيمات
المهم فى هذا التحليل أن الباحثين رصـدوا بـين حشـد هذه المكونـات الحيويـة نظامـا فريـدا. فقـد عثـروا علـى عـدد هائـل مـن أنزيمـات العسل يمتـاز بـه العسـل الطبيعـي دون سـواه، وبخاصة هذه الأنواع : الليبيز ، الفوسفاتيز ، الأميليـز ، المـالتيز ، والسـكريز .
وهكذا قد وجـدوا عدة من إنزيمات الأكسدة والاختزال وبخاصـة إنزيمـات : الكاتـاليز والجلوكـوز أو كسـيديز أنواعا و لكن تحققـوا كـذلك مـن وجـود أنـواع مهمـة مـن أنزيمـات الـربط المعروفـة بـالليجيز ، وهكذا كالإنزيمـات النازعة المعروفة . بالليسيز وأنزيمات التشابه المعروفة بالترانسـفيريز وغيرهـا.
وأن نعـرف كيـف وصـلت هـذه الإنزيمـات إلـى العسـل ومـا هـو مصـدرها الأصـلي؟
الأمـر فـى غايـة البساطة : فبعض أنزيمات العسل جاء من رحيق الأزهار الذى جمعته شغالات النحـل السـارحة عليه. وثمـة طبيعيـا إنزيمات أخرى تأتي من حبوب اللقاح التى تصاحب العسـل وتشـكل مكونـات الأنزيمات وغيرها. وبعض الانزيمات جاء من الإفرازات الغدية لشغالات النحل نفسها.
إنزيمات الرحيق:
يمكن القول أن النحلة لا تجمع العسل مـن الطبيعـة فـى صـورته المعروفـة.
بـل إنهـا تقـوم بصـناعته مـن رحيـق أزهـار النباتـات. والرحيـق سـائل سـكري حلـو المـذاق تفـرزه غـدة خاصـة فـى كثيـر مـن النباتـات الزهريـة تسـمى ” غـدد الرحيـق “.
وهـى تتكـون مـن خلايـا صغيرة مترابطة، وتحتوى على بعض الفراغات. تستقر هذه الغدد عادة بداخل الأزهار وبالقرب من قواعد البتلات. وكذلك تعرف من ثم بالغدد الرحيقية الزهرية.
وثمة نوع آخـر مـن ” غـدد رحيقيـة لا زهرية ” يقع خارج كأس الزهرة أو على السطوح السفلى فى أنـواع خاصـة مـن النبـات .والـذي يحدث أن شغالة النحل السارحة ما إن تحط على زهرة حتى تمد داخلها خرطومها الطويل وتأخذ بقوة فى الإمتصاص. وهكذا يبدأ الرحيق ومن ثم ينساب عبر الخرطوم بفعل الخاصة الشعرية ثم تنقله إلى فراغ الفم بحركات رتيبة عجيبة فى عضلات البلعوم فالمريء ثم إلى ” الحويصلة العسـلية ” ويوضع بها حتى تمتلئ. واإذ ذاك تشرع النحلة فى العودة بحصيلتها الرحيقية إلى الخليـة لتفـرغ ما خزنته من حمولتها فيها على الفور.
ومما يستطاب ذكره أن أقصى ما تستطيع الشغالة حمله من رحيـق يبلغ نحـو ٧٠ ملليجرامـا (تعـادل ٨٥ %مـن وزنهـا). ولكـن الحمولـة التقليديـة تبلـغ عـادة ٤٠ مليجراما. على أن الشغالة لا تفرغ فـى الخليـة سـوى ٣٠ ملليجرامـا ليس غير وتحتفظ بباقي حمولتهـا لتزويـدها بالطاقـة. كمـا تعـاود رحلـة جمـع الرحيـق الذي بدوره يحتوي على أنزيمات العسل .
رحيق الأزهار وأنزيماته
وعنـد محللـي الأغذيـة أن رحيـق الأزهار هو بالحقيقة محلول سكري يحتوي على قدر وافر من الماء ومقادير متفاوتة من السكر ومواد دقيقة حيوية أخرى. ويتراوح متوسط تركيز السـكر فـى الرحيـق مـن ٣٥ – ٤٠ %وقـد يزيـد عـن ي50% ونادارا ما تجمع الشغالة رحيقا يقل تركيز سكره عن 18%. و يوجـد فـى غالبيـة أنـواع الرحيق ثلاثة أصناف سكرية، هى السكروز والجلوكوز والفركتوز.
وهكذا فى بعـض الأنـواع ، عثـر الباحثون كذلك على سكر المالتوز . وفى كل الأحوال تختلف نسبة كل نوع سـكري بـالرحيق مـن زهرة إلى أخرى. وغيـر السـكريات يوجـد بـالرحيق مركبات كيميائية أخرى نذكر منها: الصـموغ والتنينـات والدكسـترينات والأمـلاح المعدنيـة والأحمـاض العضـوية والأحمـاض الأمينيـة والزيوت العطرية والصبغات النباتية ومركبات مثبطة لإنبات حبوب اللقاح . وفضلا عن ذلك يمتـاز الرحيـق بوجـود عديـد مـن الإنزيمـات النشـطة الحيويـة التـى لا تلبـث بعـد حـين أن تصـبح من مكونات العسل الطبيعي الحي.
إنزيمات من النحل
الواقــع أن الرحيــق هــو الخامــة الأساســية التــى تســتخدمها شــغالات النحــل فــى صــنع العسـل . حـين تبـدأ الشـغالة فـى ارتشـاف الرحيـق مـن الزهـرة تنشـط علـى الفـور غـددها اللعابيـة بــالرحيق الــذى تمتلــئ بــه الصــدرية ، فيتــدفق لعــاب قلــوى غنــى بالإنزيمــات المحللــة مختلطــا الحويصلات.
وطـوال رحلتهـا للعـودة إلـى الخليـة ، تبـدأ الإنزيمـات تفعـل فعلهـا فـى السـكريات . فيشـرع إنـزيم الانفرتيـز فـى تحليـل السـكروز إلـى جلوكـوز وفركتـوز . ومـا إن تبلـغ الخليـة حتـى تتجشـأ مـا جمعتـه مـن رحيـق لتمتصـة شـغالة منزليـة أخرى تنتظـر فـى الخليـة. وهـكذا تعيـد تجشـؤه لتمتصه شغالة ثالثة ويتكرر ذلك بين شغالات كثيرات لأنه وفى كـل مـرة يـزداد تركيـز الرحقيـق عـن المرة السابقة فتقل نسبة رطوبته ويزداد تركيز سكره.
عمل عظيم تقوم به النحلة
وفى الوقت نفسه لا تنسـى كـل شـغالة أن تضـــــيف إلـــــى الرحيـــــق مزيـــــدا ً مـــــن إفـــــرازات غـــــددها اللعابيـــــة الأغنـــــى بإنزيمـــــات عـــــدة لا ســيما الانفرتيــز والدياســتيز. وتزيــد مــن ثــم عمليــات التحلــل الإنزيمــي لكربوهيــدرات ثنائيــة وعديدة التسكر إلى سكريات أحادية من نوع الجلوكوز والفركتوز وكافة سـكريات العسـل الأخـرى إلى عسل يشـرع النحـل فـى إخراجـه مـن “بطونـه ” عبـر فمـه.
وحين يتحول الرحيق شيئا فشيئا على هيئة قطيرات تودع فـى عيـون الشـمع السداسيـة ويعـرف عندئـذ بالعسـل غيـر الناضـج، وفـى ظرف ثلاثة أيام هى فتـرة نضـج العسـل، يقـوم فيهـا النحـل بتهويـة العسـل بأجنحته فيـزداد تركيـز العسل وتقل رطوبته إلى ١٨%. فيقوم بالختم على العسل الناضج بغطاء شمعى رقيق. والمهم فى هذا السيناريو أن كل ما يجرى فى فترة نضج العسل من تحديـد لتركيـزات السـكريات جميعهـا وتحديـد لنسـب أحماضـه ومركباتـه الأخـرى، إنمـا هـو بفعـل فـيض تفـاعلات أنزيمات العسـل المختوم .
إنزيمات حبوب اللقاح :
الغذاء الطبيعي للنحل الذي يعتمد عليه فى حياته ويتوسل به فى تصـنيع عسـله لـيس الرحيق فقط. لأن الرحيق يتحول إلى عسل حلو وهو مصـدر الطاقـةهو الرحيق وحده ، بل حبوب اللقاح أيضا لمــا يحتويــة مــن ســكريات . أمــا حبــوب اللقــاح فهــى مصــدر المكونــات الحيويــة الأخــرى مــن بروتينـات وأحمـاض أمينيـة وفيتامينـا نزيمـات . ولسـنا نجـاوز الحقيقـة إذا ت وعناصـر معدنيـة وا قلنا إن حبوب اللقاح لا تقـل فـى أهميتهـا كغـذاء للنحـل عـن رحيـق الأزهـار ، إن لـم تـزد عليـه . وقد تأكد بالفعل أن حبوب اللقاح التى تبقى بكميات ضئيلة فى العسـل بعـد تصـفيته هـى مصـدر مهم لإنزيمات العسل ومكوناته الدقيقة الفعالة . لقد أجريـت دراسـات تحليليـة علـى حبـوب اللقـاح.
بعض المركبات المهمة
وجــدت بالعســل ، فتبــين أن متوســط مــا تحويــه مــن الــدهون ٥ ، %والبروتينــات ٦,٢١، % والســكريات المختزلــة ٧,٢٥ ، %والســكريات غيــر المختزلــة ١,٢ ، %والمــاء ٢٠ . %وكانــت تحتـوى علـى كميـات متفاوتـة مـن أمـلاح الفسـفور والكالسـيوم والبوتاسـيوم والمغنسـيوم والحديـد والمنجنيز وأنواع عدة مـن الفيتامينـات .
أمـا المحتـوى الانزيمـي لحبـوب اللقـاح فهـو فـى الواقـع أشــد تعقيــدا مــن الانزيمــات التــى تســتخدم كعوامــل ً مــن ذلــك بكثيــر . إذ يوجــد فيهــا عــدد كبيــر مـن انزيمـات الأكســدة مسـاعدة فـى التفـاعلات الكيميائيـة الحيويـة . وهــذه تشـمل : ٢٤ نوعـا مـن مـن الانزيمـات الناقلـة (ترانسـفيريز) ، ٣٣ نوعـا ولاختـزال (أكسـيدو رديـوكتيز) ، ٢١ نوعـا ٥ أنـواع مـن انزيمات التحلل المائى (هيـدروليز) ، ١١ مـن الانزيمـات النازعـة (ليسـيز) ، نوعـا انزيمات التشابة (الأيزومريز) ، ٣ أنواع من انزيمات الربط (الليجيـز) . لا ينكـر أحـد ، مـا لهـذا الزخم الإنزيمى الرائع من قيمة فى إثراء العسل وبعث روح الحيوية فيه .
أنزيمات العسل .. روح العسل
النفع كل النفع فـى أنزيمـات العسـل ، فالأنزيمـات أهـم مكونـات العسـل الدقيقـة وأكثرهـا أهمية بل هى روحه ومبعث قوته الشـافية . إذ لا ينكـر أحـد مـاللإنزيمـات مـن أهميـة فـى حيـاة الإنسان. وهكذا من بداية من فترة ما قبل ولادته حتى مرحلة الشيخوخة. ففى كل لحظة من لحظـات حياتنـا ومشـاركة للإنزيمـات مـن أجـل يـتم حـوالى 2.000000 تفاعـل كيميـائي حيـوي يتطلـب تواجـدا يضـعف بـل يحطـم غـذائيا
إتمامها. إن نقص نوع واحد من الإنزيمات يمكـن أن يخلـق إضـطرابا سلسـلة كاملــة مــن التفـاعلات اللازمــة لصــحة الجســم وحيويتـه . ولســنا نتجــاوز إذا قلنــا إن القيمــة التغذويــة الصــحية لإنزيمــات العســل قــد تصــل إلــى قــدر يفــوق قيمــة أي مــن مكوناتــه
التغذوية الأخرى.
وقد يقول قائل إن خلايا الجسم تتكفل بتصـنيع عـدد كبيـر مـن الانزيمـات مـن أجل استمرار الحياة . وهذا صحيح ولكـن مـا يؤكـد عليـه البـاحثون مـن أن هنـاك الأصـح أيضـا من عددا الأفراد يعانون بالفعل من نقص الإنزيمات بأجسامهم نتيجة لعـدم حصـولهم علـى كبيرا عـن هـؤلاء الـذين يحتـاجون إلـى كميـات تفـوق القـدر القـدر الكـافي منهـا فـى أطعمـتهم . فضـلا الطبيعي من الإنزيمات حتى تتمكن أجسـامهم مـن مواجهـة مـا تتطلبـه طبيعـة أعمـالهم وظـروف حيـاتهم مـن تحـديات يوميـة .
بنك الأنزيمات وبنك النقود
إذ يؤكـد البـاحثون أن إحسـاس الـبعض بـاقترابهم مـن الشـيخوخة لدى وصولهم إلى أواسـط أربعينـات العمـر، إنمـا يعـزى فـى الأسـاس إلـى نقـص محتـوى أبـدانهم مـن الانزيمـات . فـالحق والواقـع أنـه كلهمـا كبـر سـن الفـرد، كلمـا قـل رصـيد جسـمه مـن كميـة الإنزيمات وأصبحت بالتالى أقل فعالية. وهذا يتطلـب الحصـول علـى مصـادر إضـافية للإنزيمـات تعوض النقص الحادث دون إبطاء . ولــو تمعن أكثــرنا لوجــدنا أن الكثيــر مــن المتاعــب الصــحية والأعــراض المرضــية التــى يعاينهــا البعض. إنما هي برهان على نقص مزمن في الإنزيمـات.
بشكل أدق
وهـذ مـا لاحظـه بـاحثون طبيـون إذ وجدوا أن الأطعمه الخالية من الإنزيمات تجبر الجسم حتما نحوٍ يجاري ما يحدث ” للحساب المصرفي “، فالسـحب المتواصـل مـن الحسـاب دون دعمـه بـين فترة وأخرى يؤدى فى النهاية إلى الإفلاس ويؤدى استنزاف الإنزيمات علـى هـذا النحـو للإصـابة بــأمراض عديــده وشــيخوخة ســريعة.
ولأجــل ذلــك فــإن شــركات تصــنيع الأغذيــة والــدواء تتســابق لإنتاج تركيبات خاصة عالية التركيز مـن الإنزيمـات . وباتـت كـل شـركة تتبـاهى بقـدرة منتجاتهـا ومواصفاتها الفائقة التي لا يوجد مثلها لدى غيرها من الشركات. على أن من السـهل قطعـا أن نقـرر أيهمـا أفضـل : المعالجـة بالمستحضـرات الإنزيميـة التجاريـة أم المعالجـة بإنزيمـات العسـل؟
أنزيمات العسل ..لهضم أوفق
لـم يعـرف الإنسـان حتـى الآن غـذاء أشـهى وأنفـع وأخـف علـى الجهـاز الهضـمي مـن العسل.
فهو لا يكلف الجهـاز الهضـمي أدنـى مجهـود للهضـم .. حيـث سـبق أن جهزتـه النحلـة وحولـت السـكريات المعقـدة إلـى سـكريات أحاديـة يصـل تأثيرهـا إلـى خلايـا جسـم الإنسـان خـلال دقائق معدودة بعد تناولها. ليس هذا فحسب بل إن العسل الطبيعي نفسه بما يحويه من إنزيمات غيـر هاضمة، يساعد عملية هضم الأطعمـة الأخـرى.
ثمـة دراسـات علميـة تـدل علـى أن عـددا قليــل مــن المرضــى الــذين يشــكون مــن أعــراض ســوء الهضــم يعــانون مــن عــدم إفــراز الجهــاز الهضــمي لكميــات كافيــة مــن الإنزيمــات الهاضــمة، وأن حصــول هــؤلاء المرضــى علــى جرعــات خارجية من الإنزيمات يؤدي إلى تحسن حالتهم الصحية كثيرا، وإتمام عملية هضـم الطعـام داخـل أجسامهم على النحو الأمثل.
ولأجل ذلـك وجـد أن العسـل الطبيعـي الحـي مفيـد للغايـة فـي كثيـر مـن أمـراض واضـطرابات الجهـاز الهضـمي لاسـيما حـالات عسـر الهضـم (indigestion (والنفـاخ (Flatulence ، (وأوجاع الـبطن الأخـرى .
أهم أنواع الأنزيمات الهاضمة
إن مـن أهـم أنـواع الإنزيمـات الهاضـمة بالعسـل إنـزيم السكريز أو الانفرتيز. وهو الإنزيم الذي يؤثر على السـكروز فيحولـه إلـى مـزيج مـن الجلوكـوز والفركتوز. ويبدأ الإنزيم ممارسة هذا الـدور التحفيـزي علـى السـكروز الموجـود بـالرحيق وبـذلك يتحول الرحيق إلى عسل . كمـا يعطـي كـلا مـن رحيـق الأزهـار ومعـدة العسـل فـي الشـغالات قـدرا للإنـزيمات عـن طريـق الغـدد تحـت من الانفرتيـز؛ ولكـن الشـغالات صـغيرات السـن تعـد أغـزر إنتاجـا البلعوميــة .
وقــد وجــد أن اســتمرار وجــود الإنــزيم فــى العســل يعــد دلالــة علــى اســتمرار عمليــة إنزيم الدياستيز. وهـو التحويل حتى بعد خروج العسل من الخلية . ومن إنزيمات التحليل أيضا الاسم القديم للإنزيم (ألفا – أميليز) ، و (بيتا – أميليز).
ويفرز هذا الإنـزيم فـى العسـل بصـورة أساسـية مـن الغـدد الموجـودة فـى النحلـة تحـت بلعومهـا. وقـد يـأتي بعضـه عـن طريـق حبـوب اللقـاح. وهـو يـؤثر علـى المـواد النشـوية والدكسـترين ، كمـا يـؤثر علـى حبـوب اللقـاح . فـإنزيم (ألفا – أميليز) يحفز تحليل النشا إلى مالتوز فـى حـين يقـوم (البيتـا – أميليـز) بفصـل المـالتوز من سلسلة النشا، إنزيم الليبيز ، الذي يعمل على إسراع هضـم وتحليل الجليسريدات الثلاثية (الدهون) إلى كل من الجلسرين والأحماض الدهنيـة العاليـة . أمـا انزيم البروتينيز فيقوم بتحليل المـواد البروتينيـة إلـى سلاسـل ببتيديـة قصـيرة وأحمـاض أمينيـة .
وهكذا يقــــــوم إنــــــزيم الببتيــــــديز بتحفيــــــز السلاســــــل الببتيديــــــة للتحلــــــل إلــــــى أحمــــــاض أمينيــــــة فى حين تحفز إنزيمات الفوسفاتيز عمليـة تحليـل اسـترات الكربوهيـدرات الفسـفورية (مثـل مركـب فوسـفات الجلوكـوز) . إن إنـزيم (جلوكـوز – ١ – فوسـفاتيز) هـو مـن أنواعهـا الشـهيرة .
وهـذا يسرّع تحلل فوسفات الجلوكوز إلى سكر وحمض فوسفوريك. ولهذا التفاعل أهميـة خاصـة فـى عملية التمثيل العذائي (الأيض) ، حيث يكفل القيام بتوليد الفوسفات أثناء دورة كربس.
إنزيمات العسل والمضادات الحيوية :
يمتاز العسـل بوجـود ٢٤نوعا مـن إنزيمـات الأكسـدة والاختـزال ذات الأهميـة القصـوى ويمتاز العسـل أيضا بوجـود ٢٤ نوعـا فـى عمليـة الأيـض. وبواسـطتها يـتمكن الجســم مـن أكسـدة الغـذاء بواسـطة الأكسـجين، كمــا أن الجسم يحصل على الطاقة اللازمة لحركته واستمرار حياته علـى أوفـق حـال.
ويعـد إنـزيم الجلوكـوز أحد هذه الإنزيمات وتنتجه الغدد البلعوميـة لشـغالات النحـل وهـو المسـؤول عـن إعطـاء الطاقــة مــن تكســير الجلوكــوز إلــى حــامض الجلوكونيــك وفــوق أكســيد الايــدروجين. ولكن هو المدهش أن هذه المادة الأخيـرة (H2O2 (يطلـق عليهـا البـاحثون لفـظ ” أنهبـين ” “Inhibin” أي المانعة أو المعطلة أو المثبطة؛ لأنها تعمل كمبيد قوى للميكروبات مع أنها غير ثابتة وخاصة
فى وجود الضوء. ولكن نظرا لاستمرار تولدها بواسطة انزيم (جلوكوز أوكسـيديز) الـذى يسـتمر إذا لم يتعـرض للضـوء . ولأجـل
مفعولة، فإنه يُكسب العسل خاصيةً قاتلةً للميكروبات، ولأجل ذلك ليس بوسع أية ميكروبات مرضية أن تعـيش فـى العسـل الطبيعـي لأكثـر مـن بضـع سـاعات أو أيام معدودات .
ويـذكر فـى هـذا السـياق أن بعـض البـاحثين تأكـدوا مـن دور إنـزيم الجلوكـوز أوكسيديز فى القيام بحمايـة الرحيـق الـذى جمعـه النحـل وكـذا العسـل غيـر المختـوم مـن تـأثير أنـزيم الكائنـات الدقيقـة التـى تهاجمهـه. ومـن الإنزيمـات المؤكسـِدة التـى توجـد بالعسـل أيضـا إلــــــــى أكســــــــجين ذري ومــــــــاء الكاتــــــــاليز الــــــــذي يــــــــؤثر علــــــــى (H2O2 (إياهــــــــ محلــــــــلا. أما البيروكسيديز فهو إنـزيم آخـر مؤكسـد ومعـروف دوره البـارز فـي عمليـات الأكسـدة الخلويـة، وفى مسيرة عملية الأيض بالأبدان.
الأنزيمات .. سر الشفاء
إن أهميـة العســل الطبيعــي كمــادة غذائيــة معروفـة للجميــع . أمــا خصــائص إنزماتــه وفوائـدها الصـحية فلاتـزال فـى حاجـة إلـى إلقـاء مزيـد مـن الضـوء عليهـا .
وهـا هـي ذي بعـض الدراسـات التجريبيـة والوقـائع العلاجيـة التـي توثـّق هـذه الحقيقـة فـى النفـوس وتزيـل منهـا أقـل الشكوك :
1-رجل فى الخمسـين مـن عمـره راجـع طبيبـا باحثا في أصول المداواة بالعسل بالـداء السـكري . كان الرجل يشكو من أعراض مرضية شتى فضلا عن إصابته بداء السكري . كانت جرعته من الأنسولين تبلغ 1.5مل مرتين يوميا. وقد أظهر فحص دمه أن معيار السكر لديه على الريق يتراوح بـين ٢٨٠ و ٣٢٠ / 100ملليجرامـا. وكان ثمة فكرة في ذهن طبيبنا الباحث كان يعوزها البرهان. فقد عمد إلى تجريب نوع شهير من عسل تجاري (شحيح في المحتوى الأنزيمي) أعطى جرعات منه لمريضه . وأجرى لاحقا فحصا للدم فكانت نتــــــــــائج التحليــــــــــل مخيبــــــــــة ، إذ ارتفــــــــــع معيــــــــــار الســــــــــكر فــــــــــى الــــــــــدم إلــــــــــى 450مللجراما /100مل. وساءت الحالة كثيرا؛ أوقــف الباحـث علــى الفــور اســتخدام العسل التجاري وبدأ إعطاء جرعات من عسل آخـر طبيعـي خـالص . لـم تمـض سـوى ثـلاثة أيـام حتـى هـبط معيـار السـكر إلـى ١٨٠/ ملليجرامـا وفي غضون أسبوع واحد أنقصت جرعة الأنسولين حتى إلى 0.5 مل يوميا وبعـد عـدة أسـابيع هـبط معيـار السـكر إلى معدله الطبيعي.
علاج تسممات الحمل
2-أظهــرت دراســات أجراهــا بــاحثون طبيــون أن العســل الطبيعــي الحــي هــو عــلاج نــاجع لتسـممات الحمـل. فقـد ثبـت أن إعطـاء الحوامـل اللائـى يصـاحب حملهـن ظهـور انتفاخـات جســيمة (أوديمــا) وارتفــاع فــى ضــغط الــدم جرعــات يوميــة مــن العســل ، تــؤدي إلــى زوال الأعـراض كافـة بنسـبة بلغـت ١٠٠ . %فـى حـين تـدنت للغايـة نسـبة الشـفاء لـدى إعطـاء المريضات جرعات من عسل تجاري شحيح فى رصيده الإنزيمي.
3-لعــل مــن أوائــل البحــوث التــى أجريــت للمقارنــة بــين التــأثيرات العلاجيــة لكــل مــن العســل الحقيقي (الأغنى فى الإنزيمات) ، والعسل المزيف (الأقل فى المحتوى الإنزيمـي) مـا أجـريَ لعـلاج الجـروح . فقـد عمـد بـاحثون طبيـون إلـى إحـداث جـرح طولـه ١٠ ملليمتـرات فــى ٦٠ فــأرا بمشـرط وقســمت الفئــران إلــى ٦ مجموعــات ، ضــمدت الجــروح فــى ثــلاث مجموعات منها بالعسل الحقيقـي و العسـل المزيـف و المحلـول الفسـيولوجي (للمقارنـة) . أمـا المجموعـات الـثلاث الأخـرى فلـم تضـمد جراحهـا ولكنهـا عوملـت بإدخـال إحـدى المـواد المذكورة إلى المعدة مباشرة عن طريق الأنبـوب . و كانـت النتـائج حاسـمة، إذ تفـوق العسـل الحقيقي على غيره فى العلاج ، بينما كان العسل المزيف أقـل فـى البدايـة ثـم تلاشـى ثيرا تأثيره تماما.
دراسة تطبيقية
٤ -أجريــت دراســة علــى اســتخدام العســل الطبيعــي الحــي لمكافحــة ارتفــاع نســبة دهــون الــدم والكوليسـترول لـدى مرضـى الفشـل الكلـوى : فقـد أعطـى عـدد مـن المرضـى المنتظمـين فـى غسيل الدماء100 جرام عسل يوميا مقســمة علــى ٣ جرعــات قبــل الأكــل بــأكثر من ساعتين. وقد أظهرت نتائج التجربة التى استمرت شهرا انخفـاض نسـبة الكوليسـترول الكلـى والجليسـريدات الثلاثيـة وكوليسـترول البـروتين الـدهني منخفض الكثافة والبوليـا . وهـذه نتيجـة جيـدة رائعـة مـن شـأنها حمايـة هـؤلاء المرضـى مـن الإصابة بتصلب مبكر للشرايين . ولا يفوتنا أن نذكر أن الأطباء درجوا على مكافحة ارتفـاع دهون الدم بالعقاقير المذيبة للدهون التـى لهـا بـدورها آثـار جانبية شـديدة.
بحوث الاستشفاء بالعسل
ولكـن هـا هـى بحوث الاستشفاء بالعسل الحي تشير إلى إمكـان الوصـول إلـى الهـدف نفسـه مـن دون أيـة آثـار جانبيـة سـيئة علـى الإطـلاق. وعنـد البـاحثين ثمـة نوعـ من أنزيمات العسل قادر عن إحراق دهنيات الدم الرديئة على النحو الذى أشرنا .
٥ -أظهــرت دراســات ميكروبيولوجيــة عــدة أن العســل الحــي الأوفــر فــى إنزيماتــه يمتــاز بقــدرةعالية على تثبيط وإبادة عدد هائل من البكتيريا السـالبة والموجبـة لصبغة جرام. في حين لم تظهر أنواع العسل المتحصل عليها من المحـال التجاريـة ومـن الخلايـا البلديـة التي يكثر الغش فيها أي تـأثير تثبيطـــي علـــى نشـــاط البكتيريـــا . ويتـــوالى ذكـــر تجـــارب البـــاحثين حـــول طبيعـــة العناصـــر الاستشــفائية فــى العســل .
ومــع كــل تجربــة تزيــد قنــاعتهم بــأن مركبــات العســل الدقيقــة وإنزيماتــــه النشــــطة الحيويــــة الدقيقة تقــــف وراء نتــــائج تجــــارب الاستشــــفاء الإيجابيــــة. ٕوإن هذه الخصيصة سوف تـدعونا للتسـاؤل عمـا يقتـرف خـلال مراحـل إنتـاج العسـل وتعبئتـه وتخزينه من ممارسات تجارية مفسدة لكنز الإنزيمات الثمين. فهنا يكمن سـر التشـويش علـى سـمعة العسـل وقدرتـه الصـحية . ومـن هنـا لابـد أن تكـون نتـائج الاستشـفاء بالعسـل متباينة ومضطربة إلى حد كبير .
عسل من دون رحيق….
مـا الـذى يحـدث خـلال مراحـل إنتـاج العسـل التجـاري ” غيـر الحقيقـي ” وتجعلـه مفترقـا بشكل واضح فى المحتوى الانزيمي عن العسل الحقيقي الحي ؟
إجابة هذا السـؤال تسـتوجب أن مفهـوم ” العسـل الطبيعـي ” ومتـى يكون ” غيـر طبيعـي ” بإيجـاز نقـول ، إن العسـل لا
نحـدد أولا إلا إذا كانـت خامـة صـناعته الأولـى هـى الرحيـق الـذي جمعـه النحـل بـدأب وجهد ومثابرة من أزهار النباتات. لـيس ثمـة نقطـة عسـل طبيعـي واحـدة فـى عالمنـا ، صـنعت مـن العسـل الطبيعـي جمعت من غيـر دأب وجهـد ومثـابرة . وهـذا حـق فـإن جرامـا واحدا من العسل يتوجب أن تجمع له شغالة النحل شــغالة النحل مــن ٣ – ٤ جرامــات مــن الرحيــق. وهـكذا يتطلــب منهــا زيــارة ٥٠٠ – ١٤٠٠ زهـرة تفـاح. أو ٣٣٠٠ – 30.000 زهـرة كمثـرى أو ٥٠٠ – ١٠٠٠ زهـرة كاسـتاينا أو ١٢٥٠ – ٢٠٠٠ زهـــــــــرة رابـــــــــس أو ٧٠٠٠ – ٨٠٠٠ زهـــــــــرة برســـــــــيم أبـــــــــيض أو ٥٠٠٠ – 30.000 زهرة برسيم أحمر. أما لصنع كيلو واحد مــن العســل فـإن علـى شـغالة النحـل أن تـزور مـالا يقـل عـن عشـرة ملايـين زهـرة، وترتشـف مـن رحيقها مالا يقل عن ثـلاثة كيلـو جرامـات . فـانظر كـم في إنتـاج العسـل الطبيعـي مـن كـد وجهـد عـن العسـل المزيـف وكم فيه إذن من صحة وشفاء وبركة.
العسل الطبيعي والعسل العقيم
وهذا مـا يفتـرق تمامـا الطبيعي الذى ينتجة النحل لا من رحيق الأزهار الطيبـة بـل مـن غـذاء سـكري عقـيم مـن صـنع النحـالين . هـؤلاء الــذين درج كثـرتهم علـى تغذيــة طوائـف النحـل علــى محاليـل سـكرية (تغذيــة صناعية) . فيلجأ بعضهم إلى ذلـك قبـل فـرز العسـل مـن الخلايـا بهـدف الحصـول علـى محصـول وافر من العسل . يكمن الخطأ فى قيامهم بتغذية النحل علـى محلـول سـكرى أثنـاء موسـم فـيض. إنهـم ليعتمـدون الرحيق لكي يختلط معه ويدخل فى تركيب العسل ويبـدو وكأنـه عسـل طبيعـي . وأعلـى قـدرة النحـل علـى تحويـل السـكريات الثنائيـة إلـى سـكريات أحاديـة.
فمـا إن يتنـاول النحـل محلول سكروز بتركيز ٥٠ %حتى يحول منه ٤٢ – ٤٤ %إلى جلوكوز وفركتوز ، بعـد نصـف ساعة. ويستطيع النحل بالفعل صناعة كيلو جراما من السكر الأبيض. إذاً يستهلك نحوا ٢٠ – ٢٥ %مـن وزنـة فـى عمليـة التصـنيع . كـل هـذا صـحيح؛ ولكن العسل الناتج لا يعد مطلقا عسلا طبيعيا خالصا. بل إنه عسل زائف و يفتقر كذلك إلى الفيتامينات والمعادن وبقية المركبات الحيوية الأخرى التي يمتاز بها رحيق الأزهار .
والأمـر المهـم أن هـذا العسل الزائف لايحتوي سوى على نوع واحد مـن الإنزيمـات وهـو الـذي تفـرزه الشـغالات ويفتقـر إلى صنوف الإنزيمات الآتية مـن الرحيـق ومـن حبـوب اللقـاح .
القيمة الغذائية في العسل الطبيعي
ولأجـل ذلـك فـإن قيمتـه الغذائيـة تكون متدنية هكذا. كما أنه لا يصلح علاجا لأمـراض الإنسـان. ونعـود فنؤكـد علـى أن تقـديم أي غـذاء سكري للنحل سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. كأن يكون المنحل قريبا من مصدر سكري غير طبيعي متـاحًا للنحـل يجعـل العسـل النـاتج غيـر طبيعـي.
مـن هنـا تتضـح أهميـة العسـل الجبلـي وقيمته الصحية مقارنة بغيره من أنواع عسل المناحل . إذ يمتاز بأنه يأتي مـن مصـادر رحيقيـة متنوعة، وبعيـدة عـن الأمـاكن السـكنية ولا يمكـن أن يتغـذى مـن مصـادر سـكرية قريبـة كمـا قـد يحدث لنحل المناحل القريبة من العمران .
الحرارة تُفسد الأنزيمات
فـى رحلـة إنتـاج العسـل ثمـة ممارسـات تبـدو بسـيطة؛ لكـن تأملهـا بعـين الحكمـة التـي يتوجـب أن يتحلـى بهـا الباحـث الأصـيل تكشـف لنـا عـن أخطـاء قاتلـة تتسـبب فـى فقـدان العسـل لإنزيماتـه الحيويـة، ومـن ثـم لأهميتـه التغذويـة والصـحية إلـى حـد كبيـر.
إن المعاملـة الحراريـة للعسـل هـى أول مـا يُفسد الإنزيمـات، فالإنزيمـات بحسـبانها مـواد بروتينيـة تمتـاز بصـفة عـدم الثبـات الحـراري. ففـي درجـة الصـفر المئـوي تكـاد تكـون الإنزيمـات معدومـة المفعـول. ولـو أن قدرتها تكمن فيها ثم تزداد مقدرتها بالتـدريج مـع ارتفـاع درجـة الحـرارة و لكنها تكـاد تتضـاعف القـدرة كـل عشـرة درجـات مئويـة حتـى إذا مـا وصـلت إلـى درجـة تتـراوح بـين ٣٧ – ٤٠ درجـة. كانـت القـدرة الإنزيميـة فـى حـدها الأقصـى وهكذا. ولكن ما إذا مـا زادت درجـة الحـرارة بعـد ذلـك أخـذت المقـدرة فـى النقصان حتى إذا ما وصلت إلى درجة ٦٥مئوية. فإنها تفقد مقدرتها نهائيـا وتوصـف الإنزيمـات فـى هـذه الحالـة بأنهـا قتلـت.
فـالحرارة الزائـدة تقتـل الإنـزيم وتفقـده خواصـه الطبيعيـة والكيميائيـة . هـذه إحـدى خصـائص الإنزيمـات المهمـة وهـى مـا يـربط الحيـاة بـالإنزيم ويربط الإنزيم بالحياة.
أمــا عــن إنزيمــات العســل. فقــد وجــد البــاحثون أن تســخين العســل إلــى درجــة حــرارة فـى حـين أن التسـخين لمـدة ٨٠ درجـة مئويـة لمـدة تسـع دقـائق أنه يُفسد إنـزيم الانفرتيـز تمامـا. و في حين أن تسخين العسل لمدة ساعة يعد كافيا لإتلاف أنزيم الإمليز.
أنزيمات العسل وحرارة القطف
كثيرة هـي الاعتراضـات التـي يسـجلها العلمـاء ضـد الممارسـات التجاريـة الخاطئـة التـى يقترفها منتجو العسـل، خـلال مراحـل الإنتـاج.
إن مـن أولـى الأخطـاء خطـأ شـائع فـى المناحـل البلديـة (الطينيـة) لـدى قطـف وفـرز العسـل . أعنــى لـدى عمليـة اسـتخراج وفصـل العسـل مــن أقراصــه الشــمعية. أنه ثمــة بعــض النحالــة قــد يلجــأ بعــد جمــع الأقــراص فــى صــفائح معدنيــة إلــى التسخين عليها فترة من الزمن تترك بعدها لتبرد فتتجمع قطع الشمع على سطح العسل.
هكذا يقوم النحالة بجمع القطع الشمعية وفصـلها عـن سـائل العسـل المفـروز الـذي يعبـأ فـى أوعية خاصة. لأن ذلك يوافق رغبات المستهلكين ولكن ذلك من الخطــأ هنــا هــو عمليــة التســخين؛ إذ تــؤدي إلــى تخريــب وتلــف شــديدين فــى إنزيمات العسل. وتزداد سرعة تحللها كلما زادت مـدة التعـرض لحـرارة التسـخين. ولأجـل ذلـك تدل الدراسات التحليلية التي أجريت على العسل المعامل وفق هذه الآلية على انخفـاض فـاحش فـى درجـة النشــاط الإنزيمـي لكافـة إنزيمــات العسـل. وهـذا ممــا يـؤدي إلـى فقــد العسـل قيمتــه التغذوية والشفائية التي ذكرت فى كتاب االله الكريم .
حرارة الإسالة تفسد الإنزيمات
قائل يقول : إن كافة الشـركات المنتجـة للعسـل وغالبيـة النحـالين لـم تعـد تسـتخدم الخلايا البلدية التقليدية ولا تعتمد طريقة فرز العسل بالتسـخين!
وهـذا صـحيح إذ يسـتعمل فـراز كهربائي يعمل بالقوة الطاردة المركزية في فرز العسـل مـن أقراصـه الشـمعية؛ و لكـن الـذي يحـدث أنهم بعد عملية الفرز يعمدون إلى تسخين العسل قبل تخزينة أو بعده لأغراض شتى منها. :
١- سـهولة تفريـغ العسـل المخـزون وتعبئتـه فـى عبـوات صـغيرة وبخاصـة لـدى تعبئتـه آليـا فـالواقع أن التعبئـة الآليـة لا توافـق العسـل الطبيعـي الـذى يمتـاز بقـوام غلـيظ كثيـف . ولـذا يلجأ المنتجون إلى معاملته حراريـا كي تخـف لزوجتـه ويسـيل. وهـذا سـلوك شـائن يُفسد إنزيماته ومواده النشطة الحيوية وفق ما دلت دراسات المحللين.
هل بسترة العسل صحية؟
٢- درج كثير من المنتجين على إجراء عملية بسترة بتسخين العسـل علـى درجـة حـرارة 65.5 مئوية لمدة لا تقل عـن نصـف سـاعة. أو علـى درجـة ٧١ – ٧٢ مئويـة و هكذا . لمـدة لا تقـل عـن ١٥ ثانية. علـى أن يعقـب ذلـك التبريـد إلـى درجـة ٢٥ مئويـة فـى كلتـا الحـالتين. ويـدّعى بعض المنتجين أن مـن شـأن البسـترة هذه هـدم خلايـا الخميـرة؛ وذلك لإعاقـة تلـف العسـل بفعـل التخميـر. ومعروف بالفعل أن أنواعا من الخميرة وخاصة زيجوسكاروميسيس بوسعها تحليـل جلوكـوز وفركتوز العسـل إلـى كحـول وثـاني أكسـيد الكربـون. ويمكـن أن تتحلـل الكحـولات أيضـا وجود بكتيريا حمض الخليك إلى حمض خليك وماء. وهكذا يصبح للعسـل المتخمـر طعـم حمضي وتظهر على سطحه رغوة من ثاني أكسيد الكربون. علـى أننـا نبـادر إلـى التسـاؤل ومتى يحدث ذلك ؟
الواقــع، أن العســل لا يتخمــر إلا إذا زادت نســبة رطوبتــه عــن ٢٠%. ولكن لا يتــأتى ذلــك إلا بفرز عسل غيـر ناضـج أو بإضـافة المـاء إليـه علـى سـبيل الغـش . أمـا لـو أنـتج العـسل بصـورة جيدة فـلا يتعـرض مطلقـا لأيـة معاملـة تخميريـة ولا يحتـاج أبـدا لأية معاملة حرارية.
ومـرة أخـرى. قد يـدعى بعـض المنتجـين أن مـن شـأن عمليـة البسـترة إبقاء العسل رائقـا لأطول فترة ممكنة من دون تحببه أو تجروشه عند تعرضه مستقبلا لـدرجات حـرارة منخفضـة. هـذا لأن الشـائع لـدى جمهـور المستهلكين أن العسل الذي يتجمد فى الشتاء يكون مغشوشا وهذا في الواقع ظن خاطئ. إذ أن كـل أنـواع العسـل الطبيعـي لابـد أن تتحبـب فـى وقـت مـا. فبعضـها قـد يتحبـب بمجـرد إنتاجـه بعد مرور بضـعة أيام شـهور أو سـنوات ثـم يتجمـد وهو مايسمى ” تبلور العسل ” . وهـذه الخاصـية طبيعيـة والبعض الآخـر من الأعسال قـد يسـتمر سـائلابضعة شهور أو سنوات ثم يتجمد لاحقا.
وهذه الخاصية طبيعية ومميـزة للعسـل الطبيعي بصـفة عامـة. إذ أن كـل أنواعـه تقريبـا تكـون فـوق مشـبعة بالنسـبة للجلوكـوز ، وليست كذلك بالنسبة للفركتوز فيتبلور الجلوكوز من المحلـول . وعلـى خـلاف ذلـك فـإن العسـل غيـر الناضــج (وهــو العســل الــذى توجــد فيــه نســبة مرتفعــة مــن الســكروز مع قدر كبير من الماء (حيـث يقـل السكروز كثيرا ويزيد معدل الجولوكوز) فإنه يغدو اكثر ميلا للتحبـب. فالعسـل الطبيعـي إذا لابد أن يتحبب أو يتجمد في درجات الحرارة المنخفضة. وبشكل خاص بين 10 إلى 18 درجة مئوية أما الدرجة المثلى للتحبب فهى ١٤◌ْ م .
إن هذا التجنب حالة طبيعية بالنسبة للعســل الطبيعــي . ويتوجــب علــى المســتهلك إذا أراد أن يســتفيد مــن العســل بشــكل كامــل أن يستعمله كما هو دون أي تسـخين يخـرب مـواده الفعالـة وأنزيماته الحيوية. وبخاصة في حالة استعماله من قبل المرضى الذين يلتمسون فيه الشفاء .
أحوال الإنزيمات وظروف التخزين
تـؤثر ظـروف تعبئـة وتخـزين العسـل علـى إنزيماتـه النشـطة إلـى حـد كبيـر.
فالعسـل يتوجب تعبئته فى عبوات معتمة لحماية إنزيماته من تأثير ضوء الشمس المباشـر ومـن الضـوء الشديد . وأفضل أوانيه ما كان من الزجاج داكن اللـون ، أو الفخـار المصـقول أو الألومنيـوم أو الصـفيح المجلفـن عـديم اللـون. فمـن الأوفـق إذا كـان الزجـاج شـفافا أو البلاسـتيك المتعـادل. ووضعه فى عبوات كرتونية حماية للعسل من تأثير الضوء . ولتخـزين العسـل بكميـات كبيـرة يلـزم حفظـه فـي براميـل خشـبية مـن خشـب الحـور أو الزيزفـون أو سـوى ذلـك مـن أنـواع لا تتجـاوز رطوبتهـا ٢٠ %. وهـى نفسـها رطوبـة العسـل الطبيعـي . وفـي المخـازن يتوجـب ألا تزيـد الرطوبـة النسـبية فـى هـواء حجـرات التخـزين عـن ٦٥% لقـدرة العسـل علـى امتصـاص الرطوبـة الزائدة التى تخربه حـين تهيـئ المجـال لتخمـره ونمـو الفطريـات فيـه.
وقـد تبـين أن أعلـى معـدل لحـدوث التخمـر هـو بـين ١١ و ١٩◌ْ م . ويتوجـب أن تكـون حجـرات التخـزين جافـة ، مظلمـة
عديمة الرائحة وباردة تتـراوح درجـة حرارتهـا مـا بـين ٥ و ١٠◌ْ م . وقـد رصـدت بالفعـل دراسـات الباحثين حدوث تنـاقص متزايـد فـي كميـات إنـزيم الانفرتيـز والأميليـز والجلوكـوز أوكسـيديز أثنـاء تخزين العسل على درجة حرارة تزيد علـى ١٠◌ْ م. وبخاصـة فـى الأنـواع ذات المحتـوى الرطـوبي المرتفع . ولكن في الوقت نفسه أظهرت دراسة أخرى إمكانية تخزين العسل لمدة ثـلاث سـنوات علـى -١٥- درجـة حـرارة ١٠◌ْ م. أو لمـدة لا تزيـد عـن عـام واحـد علـى دجـة ٢٠◌ْ م. أو لمـدة لا تتجـاوز على درجة شهرا ٣٠ْم. بدون خشية من فقد إنزيماته النشطة الحيوية واحدا.
بيـن التحلية والتغذية
- الحياة هكذا صحة قبل كل شيء.
- وهكذا هو المجال الذى يسهم فيه العسل الطبيعي الحي علـى نحو يتزايد بإطراد . غير أن هذه الميزة التـي لا تقـدر بـثمن توشـك أن تضـيع بسـبب الممارسـات المنحرفة و التي تطغى على تصرفات الشركات التجارية والنحالين .
ولكن هذا لأمر غريــب أن يتجاهــل بعضــهم عاقبــة مــا يقترفــون مــن أخطــاء بحــق كنــز الإنزيمات الثمين غير واعين أن الخسارة فى ذلك أكبـر مـن الـربح بكثيـر. ولكن لـيس أعظـم خسـارة مـن ” الفتنـة ” التـى يثيرهـا عسـلهم الزائـف غيـر الحقيقـي ، حـين لا يشـفى أحـدا من المرضى الآكلين .- هؤلاء الذين يطالعون فى كتاب الله الحكيم عن منتجات العسل : ومن سورة النحل : “يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس”
- أما آن لنا أن ننقذ هذه الوسيلة العلاجية الرائعة من أيدي الشركات التجارية المزيفـة والنحـالين الغاشـين ؟
- أمـا آن لنـا أن نكشـف زيـف مـا يصـنعون وأن نـدل النـاس علـى خصـائص وعلامـات العسل الطبيعي الصادق الذي فيه شفاء لهم أجمعين ؟
التشريعات الغذائية
ربمــا لا يعــرف الكثيــرون أن التشــريعات الغذائيــة فــى كثيــر مــن الــدول توجــب رصــدا لإنزيمـات المحتـوى الإنزيمـي فـى أنـواع العسـل المتداولـة بالأسـواق.
فمـا كـان منهـا ثريـا في الأنزيمات مطابقا للمواصفات أجيز استخدامه فى التغذيـة الطازجـة بغـرض الإفـادة والاستشـفاء.
ومـا كـان منها غير مطابق دوّن على ذلك العسل أنه لا يستعمل سـوى فـى تحليـة الأغذيـة بالمنـازل وفـى صـناعة الغـذاء . فهـذا اتجـاه كمـا نرى مدهش ونافع من جميع الوجوه ولعلنا إليه داعون وبه منادون .
ولكـن .. مـاذا عـن أنـواع العسـل التـى تـزدحم بهـا رفـوف محـلات المنتجـات الغذائيـة وتعـج بهـا
الأسواق ؟
يؤسفنى أن أقول إن دراسات تحليلية أجريـت علـى أنـواع العسـل التجاريـة فـي أسـواقنا أظهرت أن الكثير منها يكاد أن يخلو تماما من أى رصيد أنزيمي. فـانظر كـم مـن المعلومـات النافعـة يمكـن استخلاصـها مـن هـذه الدراسـات الصـادمة التـى نعـرف بمقتضاها أن معظم أنواع العسل الموجودة فى أسواقنا لا تفيد المرضى فى شـيء. فـأنواع العسـل التي لا تنتج عن تغذية النحـل تغذيـة طبيعيـة كاملـة ، ويـدخل فيهـا تغذيـة بالمحاليـل السـكرية لا تفيد .!! وشـتى أنـواع العسـل التـى تعرضـت لإحـدى وسـائل الغـش التجـاري. كإضـافة المـاء أو النشا أو السكروز أو العسل الأسـود أو السـكر المحـول أو الأيزوميـروز أو عسـل الجلوكـوز لا تفيد .!! وأنواع العسل التى تعرضت للتسخين أو البسترة لكيلا تتجمد أو تعرضت لحرارة الإسـالة عند التعبئة لا تفيد. !! فى ظروف غير مواتية ، وعلى درجة حرارة غير ملائمة لا تفيد وأنواع العسل التى تخزن طويلا.!! لا يفيـد النـاس أصـحاء ومرضـى سـوى العسـل الطبيعـي الحـي الـذي يحـتفظ بكامـل مكوناتـه الطبيعية من الإنزيمات والمركبات الدقيقـة الشـافية . فهـذا هـو العسـل الوحيـد الـذي يسـتحق أن يوصف بالدواء .. أكثر من وصفه بالغذاء .. به ومنه وفيه للناس شفاء .(هنا مقال عن العسل العالمي)
المراجـــع :
١ -البنــى ، محمــد علــى (١٩٨٧ :(نحــل العســل فــى القــرآن والطــب ، مركــز الأهــرام للترجمــة
والنشر ، القاهرة .
٢ -البنى ، محمد على (١٩٩٤ :(نحل العسل ومنتجاته ، دار المعارف ، القاهرة .
٣ -البنـى ، محمـد علـى (١٩٩٨ :(الـدور الوقـائى والعلاجـى لمنتجـات نحـل العسـل كخـافض
لمستوى الدهون فى الدم ، مجلة نحل العسل ، العدد الأول ، القاهرة .
٤ -الـدقر ، محمـد نـزار (١٩٧٣ :(الاستشـفاء بالعسـل (العسـل والـداء السـكرى، مجلـة حضـارة
الإسلام ، العدد ٨ ، دمشق .
٥ -الدقر، محمد نزار (١٩٧٤ :(العسل فيه شفاء للناس ، دار المعارف للطباعة ، دمشق .
٦ -الدنشارى ، عز الدين (٢٠٠١:(علاج بلا دواء ، دار الهلال ، القاهرة .
٧ -الصباغ ، محمد متولى (١٩٩٢ :(أضواء على المعجزات الخفية لأنواع العسـل العلاجيـة ،
الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات نحل العسل المركز القومى للبحوث ، القاهرة
مراجع أخرى
٨ -العش ، عبد السلام (٢٠٠٦ :(غذاؤك دواؤك ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
٩ -القصـبى، إسـماعيل (١٩٩٧ :(عسـل النحـل وبعـض اسـتخداماته الطبيـة ، النـدوة الدوليـة
للاستخدامات الطبية لمنتجات نحل العسل ، المركز القومى للبحوث ، القاهرة .
١٠ -إيوريش، ناعوم بيتروفيتش (١٩٨٧ :(النحل والطب ، ترجمة إبراهيم منصور الشـامى ،
الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة .
١١ -باعشن، نبيه (٢٠٠٠ :(تأثيره التثبيطى على نمو الكائنـات الدقيقـة ، الاعجـاز العلمـى ،
الهيئة العالمية للاعجاز العلمى فى القرآن والسنة ، مايو ، مطابع دار العلم ، جده .
١٢ -حاطوم ، عبـد االله (١٩٩٨ :(آراء علميـة حـول اسـتخدام العسـل كغـذاء للأطفـال النحـال
العربى ، المجلد الأول ، العدد الرابع .
١٣ -حسن ، عادل ، وهناء شوقى (١٩٩٧ :(الخصائص العلاجية لـبعض أنـواع العسـل علـى
الأمراض الشائعة فـى مصـر ، النـدوة الدوليـة للاسـتخدامات الطبيـة لمنتجـات نحـل العسـل
المركز القومى للبحوث ، القاهرة .
-١٨-
ً ١٤ -خطاب ، متولى (١٩٩٣ للنـاس ، دار الكتـب والوثـائق القوميـة
): نحل العسل فيـه شـفاء
القاهرة .
١٥ -دار يغول ، جان لوى (١٩٩٢ :(العسـل غـذاء وعافيـة ، دار طـلاس للدراسـات والترجمـة
والنشر ، ودمشق .
١٦ -زيتــون شــهيرة (١٩٩٦ :(اســتخدام منتجــات الخليــة فــى الغــذاء والعــلاج ، مجلــة مفكــرة
النحال العربى ، بيروت .
١٧ -زين الدين ، محمد كمال (١٩٩٤ :(أسرار العلاج باستخدام حبوب اللقـاح ، دار الطلائـع
للنشر والتوزيع ، القاهرة .
١٨ -شقير ، سـلامة (١٩٨٥ :(الحـديث فـى تربيـة النحـل وأهميـة العسـل فـى التغذيـة والعـلاج
الشركة المتحدة للتوزيع .
١٩ -عبد العزيز ، محمد كمال (١٩٩١ :(عليكم بالشفاءين العسل والقرأن ، مكتبـة ابـن سـينا
، القاهرة .
ومن المراجع الأخرى
٢٠ -عبد اللطيف ، محمد ، وأحمد أبو النجا (١٩٧٤ :(عالم النحل ومنتجاته ، الإسكندرية.
٢١ -على ، على مزيد (١٩٨٦ :(عسل النحل والطب الحديث ، دار أخبار ، اليوم ، القاهرة
٢٢ -كايــــاس ، آلان (١٩٨٧ :(حبــــوب اللقــــاح ، دار طــــلاس للدراســــات والترجمــــة والنشــــر
دمشق – سوريا .
٢٣ -مـنعم ، محمـد ديـب (٢٠٠٢ :(العسـل ودواء السـكرى ، عـالم الإعاقـة ، مؤسسـة العـالم
للصفاة والطباعة والنشر ، العدد ٩٥ ، الرياض – السعودية .
٢٤ -هـــلال ، رمضـــان (٢٠٠٣ :(عســـل النحـــل فـــى ضـــوء العلـــم الحـــديث ، دار المعـــارف
القاهرة .
٢٥ -يزيـك ، رشـيد (١٩٩٧ :(حبـوب اللقـاح ، النـدوة الدوليـة للاسـتخدامات الطبيـة لمنتجـات
نحل العسل ، المركز القومى للبحوث ، القاهرة .
26- Boopathy, R. (1994): Enzme Technology in Food and Health Industries. Indian
Food Industry. 13 (4) 22- 31, 37.
27-Boyer, P.D. (1970): The Enzynes, 3d ed., Academic, New York.
28- Ceyhan, H.& Ugur, A. (2001): Investigation of in vitro antimicrobial activity of
honer. Riv. Biol, May-Aug; 94 (2): 363 – 71.
-١٩