ماهي الكمية المسموح تناولها من العسل؟

ماهي الكمية المسموح تناولها من العسل يوميًا؟ (دليل شامل يجمع بين الطب الحديث، الطب الشعبي، والطب النبوي)

إن العسل ليس مجرد مُحلٍّ طبيعي، بل هو إرث غذائي وعلاجي ضارب في عمق التاريخ. لكن السؤال الأهم: كم يمكننا تناوله يوميًا لنحصل على فوائده دون أضرار؟
في هذا المقال، سنستعرض الإجابة من منظور الطب الحديث، والوصفات الشعبية، والإرشادات النبوية، مع ذكر المصادر في نهاية المقال.

---

أولًا: منظور الطب الحديث

في العصر الحديث، أصبح العسل جزءًا من الدراسات العلمية المرتبطة بالصحة العامة والتغذية.

• الكمية الموصى بها عالميًا:
  جمعية القلب الأمريكية (AHA) تحدد الحد الأقصى من السكريات المضافة — بما فيها العسل — بـ 100 كالوري للنساء و150 كالوري للرجال يوميًا.
  هذا يعادل تقريبًا ملعقتين كبيرتين للنساء و3 ملاعق للرجال.
• فوائد الكمية المعتدلة:
  الأبحاث تشير إلى أن تناول حوالي ملعقتين كبيرتين يوميًا من العسل الخام قد يساهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب والكوليسترول.
• تحذير من الإفراط:
  رغم كونه غذاءً طبيعيًا، إلا أن الإفراط في تناوله قد يزيد من السعرات الحرارية، ويؤثر على مستويات السكر في الدم، خاصة لدى مرضى السكري.

---

ثانيًا: منظور الطب الشعبي

في التراث العربي والعالمي، يُنظر إلى العسل باعتباره “غذاءً ودواءً” في آن واحد، وتتنوع الوصفات تبعًا للثقافات:

• تحديد الجرعة شعبيًا:
  • بعض الخبراء في الطب الشعبي ينصحون بعدم تجاوز ملعقتين كبيرتين يوميًا، خاصة للأصحاء.
  • هناك من يربط الجرعة بالوزن، فيوصي بتناول غرام واحد من العسل لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا.
• أفضل توقيت لتناوله:
  • الصباح الباكر على معدة فارغة، أو قبل النوم ممزوجًا بالماء الفاتر أو الحليب.
  • يُفضل تناوله في النصف الأول من اليوم مع نشاط بدني لتجنب تراكم الطاقة غير المستهلكة.
• استخداماته التقليدية:
  • كعلاج للسعال والبرد.
  • لدعم المناعة والوقاية من الإنهاك الجسدي.
  • لتعزيز الخصوبة عند الرجال والنساء في بعض الموروثات.

---

ثالثًا: منظور الطب النبوي

جاء ذكر العسل في القرآن الكريم بصفته غذاءً فيه شفاء، حيث قال تعالى:

“يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس” (النحل: 69)

وفي السنة النبوية، أوصى النبي ﷺ بالعسل كدواء للشفاء من بعض الأمراض، وقد ورد في الحديث:

“الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار…” (رواه البخاري)

هذا التوجيه النبوي لا يضع حدًا محددًا للكمية، لكن روح النصوص تدعو إلى الاعتدال وعدم الإسراف، مع مراعاة حالة الشخص الصحية.

---

مقارنة شاملة للكمية الموصى بها:
ماهي الكمية المسموح تناولها من العسل؟

المصدر	الجرعة المقبولة يوميًا	ملاحظات خاصة
الطب الحديث	2–3 ملاعق كبيرة كحد أقصى	احتسابها من إجمالي السكريات اليومية
الطب الشعبي	2 ملعقة كبيرة أو 1 غ/كغ من وزن الجسم	أفضل صباحًا مع نشاط بدني
الطب النبوي	لم تُحدد كمية دقيقة، لكن يُنصح بالاعتدال	يُستخدم كغذاء ودواء

---

خلاصة عملية

العسل غذاء ثمين، لكن التوازن هو السر.

• للأصحاء: ملعقتان كبيرتان يوميًا تكفي لمعظم الفوائد.
• للأطفال فوق السنة: نصف ملعقة إلى ملعقة صغيرة يوميًا.
• لمرضى السكري: يجب استشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة أو تجنب العسل إن لزم.

اجعل تناول العسل عادة ذكية: اختر النوع الخام، واحرص على عدم مزجه بالمشروبات الساخنة جدًا للحفاظ على إنزيماته النشطة.

تخيّل نفسك تبدأ يومك بكوب شاي طبيعي، تتحلى بملعقة من العسل الذهبي—منحّة الطبيعة اللطيفة والمُشفية في آن. فهذا العسل، رغم طبيعته الساحرة، يحمل طاقة وسكرًا يتطلب تناوله حكمة ووعيًا.

العلم الحديث يؤكد أهمية الاعتدال: ملعقة أو اثنتان يوميًا كافية للاستمتاع بفوائده دون المخاطرة بصحة أسنانك أو وزنك أو مستوى السكر في الدم. والطب الشعبي يُضيف لمسة شخصية: الجرعة حسب الوزن، وأفضل توقيت في الصباح مع نشاط بدني. والطب النبوي يرشد إلى العسل كهدية علاجية روحانية، تُستخدم بحذر ومودة للجسد.

باختصار، اعتدال، جودة، ووعي هم مفاتيح التمتع بفوائد العسل—صحيًّا، روحانيًّا، وجماليًّا.

---

المراجع

1. جمعية القلب الأمريكية – American Heart Association – Added Sugar Recommendations.
2. EatingWell – Honey May Reduce Inflammation and Improve Heart Health.
3. EatingWell – What Happens to Your Body When You Eat Honey.
4. عبد الرحيم الباشا – مقابلات صحية حول تناول العسل.
5. أسامة أبو الرب – مقالات صحية، الجزيرة نت.
6. القرآن الكريم – سورة النحل، الآية 69.
7. البخاري – كتاب الطب، باب الدواء بالعسل.