البيئة علاج للأمراض!
هل البيئة المحيطة بالإنسان فيها علاج لأمراض الإنسان الذي يكون عليها؟ بمعنى الأغذية والفواكه والمياه المستخرجة من الأرض. هل يكون تأثيرها كما تأثير الأغذية التي تكون من أماكن بعيدة عن الإنسان وبيئته ؟ وهل تكون أنفع لجسم الإنسان وصحته؟
نعلم أن العسل منتج عالمي. ففي كل بلد يوجد نحالون ينتجون العسل الطبيعي وهم على قدر كاف من الثقة والخبرة والكفاءة. ولكن دعني أتساءل معك عزيزي القارئ. هل الأفضل للإنسان المنتجات المحلية بما فيها العسل والتي تكون من نفس الأرض التي يكون الإنسان عليها أم من أماكن بعيدة؟
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض:( بسم الله تربة أرضنا ، بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) صحيح البخاري.
ومعنى الحديث: أن الشخص السقيم يأخذ من ريقهِ على إصبعه السبابة ثم يضعها على الترا فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح.
وعن أن البيئة المحيطة بالانسان تكون مكوناتها ومنتجاتها أنفع له وأكثر فائدة:
ذكر ابن القيم في الطب النبوي:
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها. ولا يَحتمِى عنها، وهذا أيضا من أكبر أسباب حفظ الصحة. فإنَّ الله سبحانه بحكمته جعل في كل بلدةٍ من الفاكهة ما ينتفِعُ به أهلُها في وقتِهِ. فيكونُ تناولُه من أسباب صحتِهم وعافيتِهم. ويُغني عن كثير من الأدوية، وقَلَّ مَن احتَمى عن فاكهة بلده خشيةَ السُّقم إلا وهو مِن أسقم الناس جسما، وأبعدِهم من الصحة والقوة. وما في تلك الفاكهة من الرطوبة. فحرارةُ الفصل والأرض، وحرارةُ المَعِدَة تُنضِجُهَا وتدفع شرها إذا لم يُسْرِفْ في تناولها، ولم يُحمِّلْ منها الطبيعةَ فوق ما تَحْتَمِله، ولم يُفسد بها الغذاء قبل هضمه. ولا أفسَدَها بشرب الماء عليها، وتناولِ الغذاء بعد التحلِّى منها. فإن القُولَنْج كثيرا ما يَحدث عند ذلك. فمَن أكل منها ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي، كانت له دواءً نافعا.
وقد قرر العلماء وبعض الأطباء أن الأرض التي تأكل منها غذاءك هي ذاتها تكون علاجك. فقد يستخدم الإنسان الحبة السوداء أو العسل الذي ورد فيهما الاستشفاء ولا يُشفى أو تكون النتائج غير جيدة فهذا راجع إلى أنها لم تكن من أرض نفس الإنسان ومن بيئته.