وباء جديد يصيب نحل العسل سجلته عدة تقارير ومشاهدات من النحالين. حيث شاهدوا هلاك عدد كبير جدا من طوائف النحل في العام 2022م وذلك في شهر يناير وفبراير وهي البداية لنشاط النحل وتجهيزه للمواسم العاسلة.
في حين أن النحل طوال السنوات الماضية لم يتأثر بأي أمراض أو فيروسات. بل على العكس كان طوال السنوات الماضية في تطور مستمر وفي نشاط عالي، وتجدر الإشارة إلى أن الفيروسات تتكاثر والأمراض تنشط في ظل امتناع السماء عن القطر وجفاف الأرض.
طبيعة الأمراض والفيروسات في النحل
يحدث في دول المغرب العربي ومصر والبعض من دول الشام. خصوصا في الأشهر القليلة الماضية موجة من الموت المحقق وهجران كثير من النحل لخلاياه. حيث تم دراسة أكثر من 2000 خلية في المغرب تحت مظلة وزارة الفلاحة ولمدة شهرين ولم يتم إيجاد سبب واضح في لهذا الموت المفاجئ.
أثر ذلك على إنتاج العسل في دول المغرب العربي ومصر والشام
يبلغ إنتاج العسل المحلي في هذه الدول آلاف الأطنان من العسل وبسبب هذا المرض فإن الإنتاجية ستقل بنسبة عالية جدا مما يؤثر على انخفاض في عام الإنتاج.
هل المملكة العربية السعودية بمعزل عن هذا المرض؟
النحل تصيبه أمراض عديدة والنحل يتداخل ويندمج مع بعضه مما يسبب تناقلا للأمراض والفيروسات ولا يعرف النحل مكانا عن مكان وليس بمنأى عن هذه الأمراض. إضافة لجهل المربي بأساليب التربية الحديثة والطرق الناجحة لإدارة المناحل.
موقف جمعيات النحل
وبهذا الشأن أصدرت جمعية النحالين التعاونية بالباحة بيان عاجل ومهم للنحالين ذكرو فيه:
بناء على ملاحظات وشكاوي بعض النحالين بشأن ضعف وموت النحل في المناطق الساحلية. فقد قام متخصصين من جمعية_النحالين_التعاونية_بالباحه بزيارة ميدانية للمناحل واتضح من المُشاهدات وفحص النحل الذي يزحف أمام الخلايا وفحص عينات من النحل الموجود بالخلايا .
وردًا على وجود إصابات بالنوزيما غالبا في كل المناحل. واوضح التحليل بتقنية البي سي آر وجود نوزيما سيرانا ونوزيما أيبس في معظم العينات. وأيضا تواجد حلم الفاروا في كثير من المناحل. وهكذا كما هو معروف علاقة الحلم بالفيروسات؛ لذلك متوقع وجود إصابات بعدد من الفيروسات خاصة التي لها علاقة بالحَلَم
السبب في انتشار وباء جديد يصيب نحل العسل
*السبب الرئيس حسب النتائج وتحليل الفريق العلمي هو ضعف الطوائف نتيجة للجوع. وذلك نتيجة لتأخر الأمطار حيث أن معظم الخلايا التي شوهدت خالية من العسل وحبوب اللقاح.
وكما هو معروف علميا نقص التغذية يسبب نقص في المناعة، ويسبب كذلك إجهادا شديدا للنحل، وهكذا يُحفز ظهور الأمراض التي هي أصلا موجودة في الطوائف.
ولذلك يقترح الفريق العلمي تكثيف التغذية البروتينية والسكرية مع إضافة بعض المستخلصات النباتية المتعارف عليها. وذلك مثل الشيح وغيره، ولذلك أيضا يُقترح نقل النحل إلى مناطق فيها مراعي جيدة إن وُجد. أو على الأقل نقلها من مناطق تواجد ذئب النحل والتركيز على تغذيتها.
وهكذا يُطمئن الفريق العلمي أن هذه الظاهره تختلف عن ما يحدث في المغرب بناءً على الأعراض المُشاهدة.
وسيستمر الفريق في دراسة الوضع وتحليل العينات أولا بأول.
وكذلك يُحذر الفريق العلمي من استخدام المُضادات الحيوية والمبيدات الغير مُخصصة للنحل لما في ذلك من خطوره على الانسان والنحل.
يأمل الفريق العلمي أن تدعم الوزارة النحالين من خلال برنامج التنمية الريفية بغذاء بروتيني ومبيدات ومنشطات كتعويض عن نقص المراعي النحلية الناتجة عن تأخر نزول الأمطار .
نصائح وإرشادات
وهكذا وفي هذا الصدد ينصح الخبراء والنحالون من أمثال الأستاذ صالح الجربوع بمجموعة نصائح وإرشادات لعلها تفيد النحال:
أكبر فقد للنحل المحلي بالسعودية حصل خلال شتاء هذا العام وخصوصا في المناطق الساحلية. يسبب هجرة وخروج للنحل من الخلايا وهذه الظاهرة منتشرة في مصر وبلدان المغرب العربي ولها أثر كبير في إنتاجية العسل. وخصوصا المواسم القريبة بسبب فقد وضعف الموجود من الخلايا. هنا بعض النصائح للإخوان النحالين.
1-حافظ على العسل المتوفر لديك وخصوصا السمر والطلح لغلاء النحل وضعفه خلال مواسم إنتاجه.
2-لا تشتري أي نحل حاليا بسبب وجود المرض وعدم ضمان سلامة النحل لحين ذهاب البرد.
3- يجب إنتاج أكبر قدر ممكن من ملكات النحل المحلي لتعويض الفقد.
4- حاول المحافظة على ما تبقي من الموجود قدر المستطاع
5- حاول تغيير مكان تواجد النحل ونقله لمراعي أفضل.
6- دائم احرص على توزيع المناحل في مواقع متباعدة.
7- حاول قدر المستطاع البعد عن المناطق الرطبة خلال فصل الشتاء ومراحل بيات النحل.
أخيرا أدعوا الله أن يعوض ما فقد لجميع الإخوان وأن يبارك لهم بما تبقى.
في الختام
نسأل الله العلي القدير أن يزيل هذه المشاكل عن النحل ويغيثنا برحمته. ونوصي في وادي ديم بأن نقوم بتوحيد الجهد ونحث وزارة البيئة على دراسة هذه المعطيات وتوفير الدعم المعنوي والمجال البحثي للنهوض بمهنة النحل التي تشكل رافدا اقتصاديا مهما للوطن. وتشكل ثروة بيئية مهمة.
