شجرة العرفط أو الوهط تلفت انتباهي دائما وأنا متجه للمنحل، وخصوصا وقت تزهيرها. يجيء في ذهني قصة طريفة دارت بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين بعض زوجاته، فهناك قصة حدثت بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبعض زوجاته وكانت سببا في نزل بعض الآيات.
سبب نزول الآيات
فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يزور نسائه. وكان أكثر مايطيل يطيل عند زينب رضي الله عنها، وحفصة وعائشة كانا ينتظرانه ثم تعجبتا لماذا يطيل عندها أكثر؟
وعرفن فيما بعد أن عندها عسلا والعسل كما هو معلوم يؤكل برفق، فلأجل ذلك كان يطيل الرسول عليه الصلاة والسلام عندها.
تقول عائشة : فاتفقنا أنا وحفصة على أن أي واحدةٍ منا إذا دخل عليها الرسول أنها تقول إني أجد فيك ريح مغافير.(طبعا المغافير حلوى طيبة الطعم ورائحتها كريهة) والرسول عليه السلام كما هو معلوم أنه يكره أن توجد منه رائحة كريهة فلذلك لايأكل الثوم أو البصل.
إحساس ورقّة النبي صلى الله عليه وسلم
فدخل الرسول السلام على عائشة رضي الله عنها فقالت له: إني أجد منك ريح مغافير، قال:لا إنما أكلت عسلا عند زينب قالت: إنما جرست نحله العرفط(الذي هو شجرة العرفط المعروفة). فعجب الرسول عليه السلام. ثم دخل على حفصة وقالت له مثلما قالت عائشة فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: إنما أكلت عسلا عند زينب ولا أعود له.
سبب النزول
فأنزل الله تعالى : “يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم”. (سورة التحريم). إلى أن قال تعالى عانيًا حفصة وعائشة: “إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير”. (سورة التحريم)
ارتباط حياة النبي صلى الله عليه وسلم بطرف من هذه المهنة
هذه الآيات والقصة إن ارتبطت بنوع المجال والناشط. فإنها تضفي عليه جانبا مشرقا وتاريخيا يضاف إلى هذه المهنة الشريفة مهنة تربية النحل.
نستنتج أن مهنة تربية النحل موجود لدى ذلك الرعيل
وكذلك أن العسل المنتج من بيئتهم. فشجرة العرفط تتواجد في الجزيرة وهي كما لاحظنا ذات حجم صغير وأعمارها كبيرة، فهل هذا حجمها الأصلي؟
ثم إننا نستنتج طريقة أكل العسل التي كان يفعلها الرسول عليه السلام وهي الطريقة التي حصل عليها لغط وحديث كثير. والطريقة التي نستنتجها هي أنه كان عليه السلام يأكله برفق ومهل.
والله أعلم…