المبيدات الزراعية وغذاؤنا

وقت القراءة : 3 دقائق

المبيدات الزراعية وغذاؤنا

المبيدات الزراعية وغذاؤنا المزروع، لن نقول أن أكبر المخاطر التي تكون في أغذيتنا هي المبيدات السامة، قد لاندرك حجم الخطر المحدق ؛ ولكن ما هو واقع خطر جدا ويجب أن نأخذ الكلام على محمل الجد .

خطر محدق وموت بطيء

إن المبيدات الزراعية المستخدمة في المنتجات والمحاصيل الزراعية هي في غاية الخطورة ، ومما يضاعف هذه المخاطر جهل المزارع أو حتى عدم مبالاته في ماذا تسبب.

أكثر الأمراض الهضمية وأكثر المضاعفات من سرطانات وتلفيات في الكلى والكبد ، المبيدات سبب رئيسي لها وللاستزادة العلمية:

اعرف المزيد

اللامسؤولية

إن عمليات الرش بالمبيدات هي روتين لأغلب المزارعين. فقط ضع جرة أو جرتين من المبيد في الخزان وابدأ بالرش مرة ومرتين.

يتم استخدام هذه المواد الشديدة السمية بغير شروط وبغير البروتوكولات المحددة، وبغير إرشادات الاستخدام، وضرب للتقيد بأمانة المزارع بعرض الحائط !

لماذا المبيدات ؟

للأن المبيدات مكافِحة للآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية وتدمرها وتعمل على الفتك بها. وهي على قسمين :

  • المكافحة الطبيعية والحيوية. وهذه سنفرد لها مقالة أخرى-بإذن الله-. تحدثنا وطبقنا جزءا منها (للاطلاع: اضغط هنا)
  • المكافحة الكيميائية وهي التي عليها حديثنا هذا .

عمل المبيدات الزراعية الكيميائية

إن المبيدات الزراعية تعمل على القضاء على الآفات. مثل: الذباب بأنواعه، ومثل البق، والحشرات الضارة التي تضر بالمحاصيل وتقلل من إنتاجها. وقد تعمل على الفتك بالمحاصيل؛ لذا يلجأ المزارع لاستخدام مثل هذه المبيدات.

ولكن؛ قد تعمل المبيدات بأثر عكسي. وذلك لأن استخدامها العشوائي والذي يكون بلا خطط وبلا معرفة قد تعمل عملا مغايرا وتكون متعدية الضرر إلى مخلوقات أدق، بل إلى التربة والماء والهواء !

ليست مبالغة

إن المبيدات لها أثر واضح ليس على الحشرات الضارة فحسب. بل يتعدى إلى الحشرات النافعة مثل النحل، والحشرات الدعسوقية. وكذلك دود الأرض ذو النفع المعروف. بل يتعدى لما هو أكبر من ذلك وأهم: إلى التربة والماء والهواء، وبالتالي إلى الإنسان المستفيد من التربة والماء والهواء والغذاء الموجود فيها !

دخول السموم في الغذاء

كيف تدخل السموم إلى غذائنا؟ وهل الأسواق خالية من الرقابة؟ وهل الرقابة الذاتية انعدمت؟ هذه أسئلة أدعك أيها القارئ الكريم تجيب عليها وإذا أردت حديثا مطولا عنها يحتوي على أجوبة فإني أحيلك على هذه المقالة التي أوردناها(المبيدات والصحة).

تدخل السموم إلى غذائنا بواسطة عمليات الرش بالمبيدات السامة. سواء على المحاصيل أو بالقرب منها، ويؤدي لتلوثها وتلوث تربتها وموائلها. لأن تراكم هذه السموم على أوراق المحاصيل وتربتها يسبب قيام النبات بامتصاصها ومن ثم يتم تخزينها في الثمار والمحاصيل .

ناهيك عن تلوث الهواء المحيط وأثره على من حوله من مخلوقات!

فترة التحريم

فترة التحريم المقصود بها تحريم استخدام هذا المحصول وهذه العبارات تكون مكتوبة على عبوات المبيدات ومعناها أن المحصول بعد الرش لا يستخدم في فترة التحريم والتي تكون مختلفة من نوع لآخر !(راجع)

شاهد على الإجرام !

رش المحاصيل الزراعية أثناء نضجها جريمة بشعة
رش المحاصيل الزراعية أثناء نضجها جريمة بشعة

ومن بين المشاهد التي نشاهدها أثناء تنقلاتنا بين المزارع. الاستخدام المفرط للمبيدات بل حتى الاستخدام الجائر والمحرم، فهل يعقل أن يتم رش بعض المحاصيل ثم الدخول بها في نفس اليوم للأسواق ؟

لا يمكن  وصف هذا الفعل إلا بالفعل القبيح، والذي لا ينم إلا عن ضعف وسوء تقدير من المزارع.

وللأسف يشاهد هذا عندما يكون أصحاب المزارع في غياب عن مستخدمي هذه المزارع وجعل المستثمرين الأجانب يعملون ما يشاؤون. وهذا غياب للمسؤولية المناطة بأصحاب المزارع، التي يجب أن تكون عين الرقيب حاضرة عليهم.

الضرر على النحل

بالتأكيد المبيدات ضارة على الإنسان ولا مقارنة بالإنسان مع أي حد غيره من المخلوقات فالضرر على الإنسان هو ضرر يتعداه بالتأكيد.  وبالتالي تكون هذه المبيدات ضارة جدا على النحل. وما النحل إلا فلتر طبيعي وحيوي بين الإنسان والمحاصيل الزراعية. فالنحل أثناء مرور النحل بالحقل الذي تعرض للمبيد يتأثر سلبا. وتختلف حدة التأثر من التأثر الطبيعي أو التأثر المتوسط أو التأثر القوي أو التأثر المميت للنحل وهو الغالب للأسف.

كيف تقاس السموم بالنحل؟

ويقاس مدى التأثر بالمبيدات على النحل بعدد الإصابات والميت من النحلات على بوابة الخلية. أو الساقط على أرض المنحل فمثلا موت النحلات يكون مقياس لمدى التأثر:

– <100 نحلة في اليوم الواحد – تأثر وقتل طبيعي من المبيد

– 200-400 نحلة في اليوم الواحد – تأثر وقتل منخفض

– 500-900 نحلة في اليوم الواحد – تأثر وقتل متوسط

– > 1000 نحلة في اليوم الواحد – تأثر وقتل مرتفع

الضرر على النحال

وأما الضرر الواقع على النحال والنحل. فهو أقل بالتأكيد من الضرر الذي وقع ولا يزال يقع على مستهلك المنتجات الزراعية المسمومة.

ومستغرب أن يتم وضع برامج تعليمية للنحال وبرامج إعانات من وزارة البيئة والمياه والزراعة ثم يتم نسفها بعدم مراقبة توزيع المبيدات وتقنين استخدامها. نسف لمجهود النحال وماله ووقته، وشهور من التعلم أمضاها تذهب هدرا !

الحل

نجحت بعض الدول في أوروبا والبرازيل وبعض الولايات الأمريكية في تقنين استخدام المبيدات الزراعية، وهي في طور التخلص التدريجي الكامل منها .(وهذا التقرير المترجم: يوضع رابط المقال الذي تم إرفاقه والذي باسم: الدول الزراعية العظمى وتخفيف استخدام المبيدات.)

الأمر ليس صعبا

الأمر ليس صعبا، فقط يحتاج إلى العزيمة والتسلح بالمعرفة. وتعليم المزارع وتنبيهه بالأضرار وتوفير البدائل وتنويره على طرق مكافحة صحية هو أمر مهم. ومن ذلك دعم المزارعين بالمبيدات العضوية التي لا تسبب الضرر للإنسان فهي باهضة الثمن وتوفيرها للمزارع بطرق إرشادية أمر يوفر الكثير على الجميع. بما فيهم وزارة الصحة التي تنفق مئات الملايين لعلاج المرضى الذين لا أتعبهم وأمرضهم إلا غذاؤهم المسموم!

كتبه: عبدالله ال خميس

شارك المقالة مع الآخرين

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email
مراسلة
تحتاج مساعدة ؟
خدمة العملاء | وادي ديم
مرحباً بك في وادي ديم ..
كيف نساعدك ؟