العسل المستورد.. وجهة نظر أخرى!
دعونا نبدأ بمقدمة بسيطة ومهمة جدا، حيث يتم مؤخرا تداول مصطلح (العسل المزيف: fake honey) وسنتعرف عليه خصوصا بعدما أصبحت الكثير من الجمعيات النحلية والعديد من المختبرات حول العالم والعديد من الاقتصادات أصبحت متأثرةً كثيرا بهذا المنتج المزيف. فما هو العسل المزيف fake honey ؟
ماهو العسل المزيف؟
باختصار هو العسل المغشوش.
حيث يقوم المصنعون إما بتخفيف العسل الحقيقي بشراب مشتق من النباتات، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز أو شراب البنجر. أو يمكنهم تعديل السكريات في تلك العصائر كيميائيًا لجعلها تبدو وكأنها عسل حقيقي.
ومن الطريف حقا أننا سنوصيك بأن تراقب عبوات العسل المزيف. ستجد أنها لا تتغير على مدى سنوات، نفس الطعم ونفس الرائحة ونفس اللون!
العسل المزيف ضار لمستهلكي العسل
من وجهة نظر أمريكية ذُكرت في صحيفة Insider Inc: أن الكمية الدقيقة من العسل المقلد في العالم مطروحة للنقاش. ويقدّر تحليل أجراه مشروع Honey Authenticity Project. -وهي جمعية من النشطاء وأعضاء الصناعة- أن نسبة العسل المزيف أو المغشوش تصل إلى 33٪. ووجدت دراسة أخرى أجريت عام 2018 عن العسل للبيع في أستراليا أن 27٪ من المنتجات المختبرة كانت مزيفة أو بها مكونات أخرى مختلطة.
يصعب الحصول على أرقام خاصة بالولايات المتحدة ، ولكن أحد المحامين ، الذي يقف وراء عدة دعاوى قضائية جماعية تتهم العلامات التجارية الخاصة بالعسل بالاحتيال ، يرى أن الرقم يصل إلى 70٪ .
وفي وقت سابق من هذا العام ، اختبرت منظمة Vice ماركات العسل في العديد من متاجر البقالة الأمريكية ووجدت أن العديد منها مغشوشة . لكنّ أُدي قال إن التهديد يتجاوز تلك الدببة الذهبية الصغيرة التي تبطن أرفف السوبر ماركت.
ولا زلنا نقول أن هناك عددا أكبر من العسل يُباع سنويًا أكثر مما تستطيع مجموعات النحل الحالية إنتاجه ومن بعض البلدان التي لا تمتلك حتى موارد المناخ أو الأزهار لإنتاج كميات كبيرة من العسل”. ، والتي تقدر أن حوالي ثلث واردات العسل في جميع أنحاء العالم يمكن أن تكون مقلدة .
العسل المزيف في أوروبا
كيف يكون هناك عسل مزيف في أوروبا وهي بلد الأزهار؟!
يحب الأوروبيون العسل، ويأكلون في المتوسط 0.7 كجم سنويًا ، وتتصدر اليونان والنمسا الاستهلاك عند 1.7 كجم للفرد.
لدينا الكثير من الوثائق الحكومية التي تثبت بالأدلة فشوّ العسل المزيف في أوروبا فهذا الدكتور ستيفان شوارزينجر يقول: تنخفض إنتاجية كل خلية نحل في جميع أنحاء العالم – فكيف يمكن للنحل الصيني توفير مثل هذا العائد المرتفع؟
قال نوربيرتو جارسيا. رئيس المنظمة الدولية لمصدري العسل (IHEO): “إن إنتاج العسل غير الناضج يعني مستويات أسرع وأعلى من إنتاج منتج لا يتوافق مع تعريف العسل: (وعلى حد قوله أنه يدخل من باب الاحتيال).
ونشرت هيئة الأغذية الأوربية بيانات رسمية تؤكد عدم اكتفاء السوق الأوربية من احتياجها من العسل وأن تغطية النحالين لهذا السوق بلغت حوالي 50%. وأن الدول الأوربية لم تعد مصدرة للعسل بل تعتبر من أكبر الدول في العالم استهلاكا للعسل الصيني.
إن أوروبا تستهلك عسلًا أكثر مما تنتجه – وتتجه إلى الصين للحصول على أكثر من 50٪ من وارداتها من العسل. وأكبر المستوردين هم المملكة المتحدة وبلجيكا وإسبانيا!
هذا تقرير صادر عن هيئة الأغذية الأوروبية
مصانع العسل الصيني
تنخفض إنتاجية كل خلية نحل في جميع أنحاء العالم – فكيف يمكن للنحل الصيني توفير مثل هذا العائد المرتفع؟
الجواب هي طريقة الإنتاج في الصين. حيث يتم حصاد العسل الغير ناضج عندما يكون رحيقا مائيًا يحتوي على نسبة عالية من الماء. ثم يتم تجفيفه صناعياً. ويتم التخلص من بقايا الراتينج عن طريق الترشيح، ويمكن إزالة حبوب اللقاح أو إضافتها لإخفاء بلد المنشأ. وتضاف بعض الأشربة من شراب الأرز أو شراب البنجر وغيرها الكثير؛ لتلبية أسعار السوق المختلفة.
العسل المستورد من وجة نظر سعودية
يلاحظ المستهلك للعسل دعاية ضخمة وضخا إعلاميا هائلا وترويجا لأعسال لم يعد المستهلك يفرق بينها بل حتى لم يعد يميز بين الصالح منها والغير صالح! فهل هذا صحي للمستهلك؟ وهل هذه الأعسال حقيقية؟ أم عسلا مزيفا؟
هناك قاعدة نذكرها كثيرا: ” اشتر العسل من شخص تثق به ” .
هذه القاعدة للأسف تم التحايل عليها وتم دخول مسوّقين عتاة يثق الناس بهم وللأسف يتم خداع كثير من الناس بتصوير جزء من المناحل والخلايا في الغابات في أوروبا على أنها هي التي تنتج هذا العسل الذي يتم تسويقه!
يرد تساؤل هنا إذاً لم يعد بوسعنا كمستهلكين معرفة العسل الأصلي من المزيف؟!
نقول ونضيف على القاعدة ” اشتر العسل من شخص تثق به لديه مناحله الخاصة أو قم بإنتاج العسل بنفسك ” وهذا أفضل خيار وأفضل طريقة لمعرفة العسل الجيد وأضمن طريقة كذلك.
ماهو ضرر الأعسال المستوردة على النحالين السعوديين اللذين يعملون في هذه المهنة، ويحققون رافدا اقتصاديا مهما، مساهمين برفع مستوى الناتج المحلي؟
دعونا ننظر لمن سبقنا في هذا المجال في أوروبا مثلا. يذكر النحالون: أنه يوجد بعض المنتجين الذين يحافظون على الأسعار منخفضة للغاية في دول أوروبا الشرقية. مثل أوكرانيا ، ولكن العديد منهم موجودون أيضًا في الصين. حيث يكلف كيلوغرام واحد من العسل الصيني المستورد تجار التجزئة 1.40 يورو ، في المتوسط ، في عام 2020. ولا يستطيع معظم النحالين في الاتحاد الأوروبي منافسة هذه الأسعار. يبلغ متوسط تكلفة إنتاجهم بالفعل 3.90 يورو للكيلوغرام ، وفقًا لـ Copa-Cogeca ، التي تمثل المزارعين والتعاونيات الزراعية في الاتحاد الأوروبي. يتم استيراد حوالي 40 في المائة من العسل في السوق الأوروبية.
وفي تركيا عانى الكثير جدا من النحالين من المنافسة الرخيصة للعسل الرخيص. فخرج كثير من النحالين من المهنة وانتقل بعضهم لإنتاج الملكات والإكثار منها.
وفي أمريكا عانى كثير من المزارعين حيث أنهم يحتاجون للنحل لتلقيح المحاصيل لم يعد هناك فهناك الكثير من النحالين ترك المهنة. والمزارعين إذا قامو بتربية النحل فهم في خطر دائم بسبب المبيدات المستمرة التي حتما ستقضي على النحل!
الضرر على النحال السعودي
أما الضرر على النحال السعودي فهو قائم ومشاهد حاليا فهناك العديد من النحالين هجروا المهنة وهناك المئات من الأطنان من العسل المحلي لازالت متكدسة عن الكثير منهم وهناك رافد اقتصادي إن لم تتم حمايته من فاتورة الاستيراد فسنفقد الكثير من المنتجين الأكفّاء وسنفقد منتجا رائعا يضاهي أعسال العالم أجمع!
