آفة السرفة وطريقة المكافحة

وقت القراءة : 3 دقيقة

آفة السرفة وطريقة المكافحة

من أكبر الآفات على الأشجار البرية هي آفة السرفة وطريقة المكافحة هي ما عملنا عليها في وادي ديم. آفة السرفة هي من أكبر أسباب قلة إنتاج العسل في المملكة العربية السعودية؛ حيث أنها تقضي على الأزهار العاسلة. وليس هذا فقط بل أنها بقاضائها على الأزهار تقضي على البذور التي من المفترض أنها ستنعقد لتكون ثمارًا ثم تتحول بذورًا. وبهذه الآفة يقل تكاثر الأشجار حينئذٍ في المناطق التي تنتشر فيها هذه الآفة الخطيرة.

آفة السرفة

هي-للأسف-من الآفات التي تشكل خطرا على أزهار أشجار الأكاسيا خصوصا أشجار السمر:acacia tortilis ssp spirocarpa(Forssk)Hayna . وكذلك الطلح النجدي:Acacia gerrardii var. najdensis Zoh. وكذلك طلح الراديانا.

وهذا يكون في بعض المناطق التي يوجد بها تنوع ما بين أشجار الطلح النجدي والسمر؛ بسبب استمرارية تعاقب الأجيال واقتياتها ووفرة البيئة المناسبة لتكاثرها.

وتكثر أيضا بشكل قوي وتشكل خطرًا كذلك على أشجار طلح الأشبهان:Acacia tortilis ssp radiana(Forssk)Hayna. لذات السبب نفسه وهو أن موسم تزهير هذا النوع من الطلحيات يستمر لفترة تزيد عن الثلاثة أشهر.

يقول جون إنريت وهو من هيئة الحفاظ على نهر التايمز العلوي:

إن هذه العثة بالتحديد نشأت في أوروبا. وتم إحضارها إلى ماساتشوستس في أميركا منذ حوالي 150 عام؛ وذلك لغرض التجربة حيث زعموا أنها تتكاثر مع دود القز لإنتاج الحرير.

فشلت التجربة وهرب العث وتفشى على نطاق واسع!

نطاق تكاثر آفة السرفة

إن هذه الأشجار في فترة تزهيرها في منطقة نجد وخاصة الجزء الجنوبي منها، وفي بعض منطقة الحجاز خاصة شرقها. يصادف فترة نشاط لهذه الآفة البغيضة.

دورة حياة حشرة السرفة. العثة الغجرية
دورة حياة حشرة السرفة. العثة الغجرية
صورة الفراشة الأم . الأنثى في الأسفل والذكر في الأعلى
صورة الفراشة الأم . الأنثى في الأسفل والذكر في الأعلى

آفة السرفة ووقت خروجها ودورة حياتها

آفة السرفة: هي فراشة طائرة من الفراشات التي توجد في الطبيعة، ولها أسباب أدت لكثرتها واستفحالها وهي من أسباب اختلال التوازن البيئي، الذي سنتعرض له في مقالات قادمة -بإذن الله- .

اسمها العلمي: الفراشة أو العثة الغجرية: ARLYMANTRIA DISP. 

لها دورة حياة كغيرها من المخلوقات. ودورة حياتها وافقت -قدرًا- موعد التزهير في أنواع الأشجار التي سبق ذكرها.

وقت خروجها

إن هذه اليرقات الكثيرة العدد تخرج في نهاية شهر أغسطس وبداية شهر سبتمبر، وهذا موعد تزهير طلح الراديانا فتعتاش على الزهور ثم تتحول بعد أن كانت يرقات إلى فراشات تطير. لتتزاوج ثم تضع البيض استعدادًا للشتاء. وأثناء وجود الأزهار في هذه الفترة تخرج اليرقات بأعداد كثيرة جدا؛ لتفتك بالأزهار الموجودة في أعالي الأشجار. نعم تتمكن هذه اليرقات من الصعود والتسلق على جذوع الأشجار ومن ثم تقوم بالتعدي على الأزهار في غضون ليلتين فقط!

أضرار آفة السرفة

القلق كل القلق هو أن اليرقات يمكنها التهام الأوراق والبراعم الزهرية. وهذا ما يهدد الأشجار ومما يجعلها عرضة للآفات والأمراض الأخرى.

ومن أضرارها كذلك أنها تنسج خيوطا حريرية تحيط بالأغصان والفروع تتليف هذه الخيوط الحريرية على شكل ألياف؛ لتكون ملاذًا للآفات الدقيقة والأمراض الأخرى. تدميرٌ مستمر!

دورة حياتها

يمكث البيض-البالغ عدده مئات الملايين-بعد خروج الفراشات من خدورها وبعد عملية التزاوج ووضع البيض مرة أخرى. يمكث البيض داخل الكيس سبعة أشهر أخرى تمر خلالها فصول الخريف والشتاء وبداية الربيع؛ لتخرج هذه اليرقات بقوة في شهر مايو بعد أن كانت خادرة طوال الفترة السابقة. فيوافق خروجها تزهير أشجار السمر ثم تكمل هذه اليرقات معيشتها و اقتياتها على هذا النوع من الأزهار؛ لتكون فراشات طائرة تقوم بعمليات التكاثر ووضع البيض مرة أخرى داخل الألحية وداخل القش، تحت الأشجار وتحت الأحجار تكون موجودة في كيس. تضع الأنثى الواحدة في هذا الكيس ست مئة بيضة تقريبا، لتعاود الخروج مرة أخرى حال توفر الأزهار. أعداد مهولة!

يلاحظ أعداد اليرقات الصاعدة على جذع الشجرة في محاولة لتخريب الأزهار ؛ لكن الحجز خال بينها وبين الصعود.
يلاحظ أعداد اليرقات الصاعدة على جذع الشجرة في محاولة لتخريب الأزهار ؛ لكن الحجز خال بينها وبين الصعود.
صورة ليرقة آفة السرفة على اليد
صورة ليرقة آفة السرفة على اليد

طرق المكافحة لآفة السرفة

حسنًا ما يعنينا الآن بعد أن عرفنا موعد خروجها وكيفية معيشتها وحياتها وأضرارها هو طريقة مكافحتها:

لكل آفة طريقة مكافحة وتختلف كل طريقة عن الأخرى في أيها الأنجح وفي أية طريقة تكون الأقلّ تكلفة مادية والأكثر حيوية.

بمعنى أن طريقة المكافحة قد تكون نافعة في القضاء على هذه الآفة لكنها قد تكون ضارة بمخلوقات وأحياء دقيقة أخرى. على سبيل المثال: المكافحة بالمبيدات السامة وهذه هي الطريقة الأولى التي سنذكرها مع -تحفظي عليها-:

المبيدات الحشرية

تكون فعالة عندما تكون اليرقات صغيرة جدا  أقل من السنتيمتر الواحد. فإن كانت أطول من هذا الطول فإنه لابد من الرش على الأوراق والأزهار كي تقوم بقضمها لتتسمم أمعاؤها ثم تموت.

وأنا أتوقع-في نظري-أنها لا تصلح؛ وذلك لتعدي الضرر إلى مخلوقات أخرى دقيقة وفطرية وميكروبية. تكون موجودةً في بيئة الأشجار المحيطة من تربة ونبات وهواء وماء. هذه الفطريات تقوم بالمقاومة الطبيعية؛ فعندما تأكل وتطفل هذه الفطريات على هذه يرقات السرفة لتعيش؛ فإنها تتأثر وتهلك.

وفي حال تم الرش بالمبيدات الكيميائية في المنطقة المراد المكافحة بالمبيدات فيها فإنها تموت هذه الفطريات وبهذا العمل تختل المكافحة الحيوية الطبيعية، وسندمن على المبيدات في كل مرة وكل تزهير ثم ستتدمر الموائل الطبيعية!

الطريقة الثانية

هي وضع الكبريت كمسحوق؛ لكن هذا قد يضر بالنحل وقد لا يكون فعّالًا؛ لأن ظروف الطقس من رياح قد تقوم بتطيير المسحوق وإضاعته وعدم فائدته، فبالتالي لا تكون هذه الطريقة مجدية.

لذلك؛ صار البحث عن طريقة مكافحة غير هدامة لزامًا. وبعد البحث العلمي والبحث عن خيط نمسك به طرف هذه القضية المهمة كي نحُلّ إشكالياتها ونفيد أنفسنا والنحالين. فقد وفقنا الله في أن وجدنا الدكتور محمد الدغيري عميد كلية الزراعة في جامعة القصيم، وبعد البحث عن أنجع الطرق حصلنا على طريقة بسيطة؛ لكنها قد تحتاج بعض الجهد. وهي طريقة الحجر التي هي الطريقة الثالثة.

طريقة المكافحة الثالثة: طريقة الجحر

يلاحظ الشريط اللاصق منع اليرقات من الصعود
يلاحظ الشريط اللاصق منع اليرقات من الصعود

وطريقة الحجر هي ببساطة: حجر جذع الشجرة بشريط لاصق يكون بعرض العشرة إلى الخمسة عشر سنتمتر، ويكون ارتفاع الحاجز على حسب الشجرة والأفضل يكون  أن يكون على مستوى الصدر. والأفضل أن يوضع تحت الشريط اللاصق طين بحيث يقوم بسد الشقوق إن وُجدت على الجذع ويوضع الشريط بشكل دائري على الجذع. ولزيادة الفاعلية فإنه يوضع على الشريط مادة تزيد في العزل مثل: الڤازلين.

وبهذه الطريقة -الطريقة الثالثة- نضمن أن اليرقات لن تستطيع الصعود على جذوع الأشجار ولن تستطيع الإقتيات وتدمير الأزهار. ومن ثم فإنها لن تستطيع التكاثر بشكل مفرط، وبذلك ستبقى الأزهار حية وموجودة يجرسها النحل كي ينتج لنا العسل.

وبذلك أيضًا نضمن استمرارية عقد الزهور وتحولها لبذور تسقط بعد النضج وتنبت بعد الأمطار وتتكاثر الأشجار بعدها. ونضمن كذلك المحافظة على الفطريات والمخلوقات الدقيقة من خطر الرش الكيميائي وضرره على الإنسان والتربة والهواء والنحل.

وللمبيدات أضرار كثيرة سنتحدث عنها في مقالات أخرى بإذن الله.

عام ٢٠٢٠ المروع

هذا النظام البيئي كنز وطني بل كنز عالمي ونادر، علينا جميعا مسؤولية حفظه ورعايته والاهتمام به.

للأسف اتضح التأثير الخفيّ على الأشجار المحلية وسجلنا في وادي ديم إصابات بيرقات أكبر حجمًا وأكثر تطورا وفتكا وتحملًا للظروف البيئية، مثل هذه: شاهد هنا

إفساد واضح

بالإمكان رؤية هذه اليرقات تتسلق الأشجار وتنزل منها وتقضم الأوراق والبراعم الزهرية معا. وتقوم بطرح الفضلات عليك أيضا وتتدرب على الإفساد الواضح!

—————————————–

وهنا حديث بالصوت والصورة عن هذه الآفة، وطريقة مكافحتها الحيوية بكل بساطة:

المقطع الأول: شاهد هنا

المقطع الثاني:شاهد هنا

—————————————–

نأمل أن تكون هذه المقالة: آفة السرفة وطريقة المكافحة نافعة ومتعة. هذا وبالله التوفيق والعون

حرره: عبدالله ال خميس

١٤٤٠/٩/١١

شارك المقالة مع الآخرين

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on telegram
Share on whatsapp
Share on email
مراسلة
تحتاج مساعدة ؟
خدمة العملاء | وادي ديم
مرحباً بك في وادي ديم ..
كيف نساعدك ؟