المبيدات والصحة حديث مهم وعالم واسع حاولنا في وادي ديم أن نفصل الموضوع ونسعى جاهدين لتقريب الفكرة أكثر حتى تعم الفائدة للجميع . وسنتحدث كثيرا عن المبيدات والصحة العامة حتى تتضح للقارئ الكريم خطورة هذا الأمر وأنه من الأمور التي لابد علينا جميعا أن ننتبه لها ونحذر لأنها جريمة فاشيّة بحق.
تستخدم بشكل كبير
المبيدات والصحة الجيدة أمران لا يجتمعان. فعلى الرغم من التطور الهائل في الصناعة ووجود العديد من الحلول الجذرية وبالرغم من المزاعم الدولية والادعاءات في الحفاظ على البيئة وفي حقوق الإنسان كذلك؛ فإن استخدام مبيدات الآفات آخذ في الارتفاع. ولا تزال مبيدات الآفات شديدة السمية قيد الاستخدام بشكل فج . وتتم معالجة المحاصيل بشكل متكرر بمجموعة متنوعة لا حصر لها من مبيدات الآفات أكثر من أي وقت مضى.
أضرارها المبيدات
تكمن أضرار المبيدات إذا تم استخدامها بشكل فج وبعشوائية مقيتة. ومن أضرارها و بشكل مختصر:
- أنها خطِرة وتضر بالطبيعة والحياة البرية
- تؤثر على المزارعين وتدمر صحتهم. وذلك بسبب أنظمة لا تساعد سوى حفنة من الشركات الضالعة في الموت.
- يمكن أن يؤثر على نظام الغدد الصماء لدى الإنسان.
- يرتبط بكثير من أنواع السرطان.
المبيدات وصحتنا
هل تعلم أننا جميعا نتعرض لمبيدات الآفات؟
نعم ويمكن أن يتعرض عمال المزارع من خلال وظائفهم اليومية الذين يعيشون في المناطق الريفية. فيمكن أن يتعرضوا للضرر من خلال رش المبيدات الحشرية الكيميائية بالقرب من المنازل والمزارع. ويمكن أن نتعرض في المناطق الحضرية منها -وهو أمر وارد جدا- خلال استخدام المحاصيل الزراعية من خضار وفواكه تكون على أسطحها. وللأسف فإن كثيرا من الناس يستخدمون المبيدات في حدائقهم الخاصة وبساتينهم. ثم أخيرًا وفي كثير من الأحيان ينتهي الأمر بالمبيدات الحشرية في أطباقنا وسلوكنا الغذائي الصحي!
الجرعة الآمنة
ما الجرعة الآمنة من المبيدات؟
يعتقد العلماء بشكل متزايد أنه لا توجد جرعة قليلة وآمنة من المبيدات. وعلى سبيل المثال، العديد من المبيدات الحشرية تسبب اضطرابات في عمل الغدد الصماء، ويمكن أن تؤثر على كل شيء من الغدة الدرقية إلى الخصوبة، حتى ولو كانت بكميات ضئيلة. نظرًا لأننا جميعًا نتعرض لمبيدات الآفات ، فمن الصعب إثبات علاقة السبب بالنتيجة، مثل: التعرض(1) لكمية من المبيدات الحشرية (+1) = (يسبب السرطان) ، ومع ذلك، فقد تم ربط التعرض طويل الأمد لآثار مبيدات الآفات بالسرطانات ، مثل اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين، وكذلك الربو، وكذلك الاكتئاب والقلق، وكذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) وتطور الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون.(راجع)
المبيدات والحياة البرية والفطرية
تشير الأبحاث إلى أن المبيدات تلعب دورًا مهمًا في الانهيار الكارثي للحياة البرية في الأراضي الزراعية. وبالرغم من النجاح الأخير في حظر مبيدات النيونيكوتينويد؛ فإن إزالة مبيدات الآفات المنفردة بمعزل عن غيرها ليس هو الحل؛ لأنه سيتم استبدالها ببساطة.
نريد ونطمع في موضوع المبيدات والصحة
ما نحتاجه الآن هو نظام زراعي قوي ولا يتمتع بالمرونة. تنظيم هذه الظاهرة الفاشيّة في القتل باستخدام المبيدات.
نعم نريد أن يتعلم الجيل القادم من المزارعين سبل حيوية لمكافحة الآفات دون الالتجاء لوضع مواد كيميائية سامة في حقولهم، ونريد أن لا يأكلها الجيل القادم من الأطفال فتتراكم في أجسادهم لتؤدي لسرطانات لا حصر لها. ونظن أنه لا يكفي النضال من أجل الحظر فقط نحن بحاجة إلى عين الرقيب القوية والفاحصة.
مبيدات الآفات وتنوعها الهائل
تعتمد الموافقات على مبيدات الآفات إلى حد كبير على اختبارات السلامة لمبيدات الآفات الفردية، لكن المزارعين لا يطبقون رشًا واحدًا فقط في مزرعة بل يطبقون الكثير؛ المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات ومبيدات الأعشاب وأكثر من ذلك طبعا. يمكن أن يؤدي هذا المزيج المدمر من المبيدات الحشرية لمضاعفة التأثير المدمر الواضح على الطبيعة وصحة الإنسان.
ما هي النيونيكوتينويد؟
هي المادة الفعالة في المحاليل التي تتكون منها المبيدات الحشرية، وتعمل مبيدات النيونيكوتينويد كمبيد حشري عن طريق سد مسارات عصبية معينة في الجهاز العصبي المركزي للحشرات، مما يسبب الارتباك وعدم القدرة على التغذية ثم الموت.
السؤال المحزن: كيف يؤثر هذا المبيد على النحل والحياة البرية الأخرى؟
من المفترض أن تكون هذه المبيدات الحشرية أكثر استهدافًا من المبيدات غير الجهازية.
قد يعتقد المرء أن هذا سيمنعهم من تلويث كل من الريف والحياة البرية المفيدة، لكن هذا ليس هو الحال:
- نظرًا لكونها جهازيًا ، يتم تناول هذه المبيدات الحشرية في كل جزء من المحاصيل النامية. وهذا يشمل كميات صغيرة في حبوب اللقاح ورحيق الأزهار – حيث يمكن أن يتعرض النحل والملقحات الأخرى لجرعات صغيرة. في حين أن هذه لا تكفي عادة للقتل المباشر ، فهي كافية للتأثير على قدرة هذه الحشرات على البقاء.
- تتسرب معظم هذه المواد الكيميائية من النباتات والبذور إلى التربة والمياه. تمتصها النباتات البرية القريبة وتصبح سامة. على الرغم من الحظر الجزئي. وهذا ما يحدث في محاصيلنا الزراعية ، حيث لا تزال الحبوب مثل القمح تعالج.
- حتى عندما لا يتعرض الحيوان مباشرة لمركب نيونيكوتينويد ، يمكن أن يتأثر، وهناك أدلة على أن العديد من مجموعات الطيور قد تنهار نتيجة لنقص الغذاء بسبب فقدان الحشرات المتضررة من التلوث بمبيدات النيونيكوتينويد في مجاري المياه.
هل يجب أن نقلق بشأن الغليفوسات؟
قد لا تعرف الاسم ، لكنك ستعرف بلا شك العلامات التجارية التي تستخدمه، الغليفوسات وهو مبيد حشائش يستخدم في المنتجات . وبينما يستخدمه عامة الناس في حدائقهم ، يستخدمه المزارعون والهيئات العامة على نطاق أوسع بكثير. يستخدم العديد من المزارعين الغليفوسات للمساعدة في قتل الحشائش قبل أن تبدأ المحاصيل في النمو في الربيع. المثير للقلق أنه بالإضافة إلى ذلك ، أنها تستخدم قبل الحصاد مباشرة، والهدف هو تجفيف المحصول لتسهيل حصاده. هذا على الرغم من حقيقة أن هناك القليل من الأدلة على أن القيام بذلك يخلق وضعا مفيدا. وقد أدى ذلك إلى ظهور بقايا الغليفوسات في العديد من المواد الغذائية اليومية بما في ذلك الخبز.
الغليفوسات وصحة الإنسان
المبيدات والصحة العامة وبعض المخاوف والأخطار:
كانت المخاوف بشأن مخاطر الغليفوسات على صحة الإنسان موجودة منذ سنوات . وفي عام 2015 ، خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) -وهي فرع من منظمة الصحة العالمية- إلى أن منتجات الغليفوسات لديها القدرة على التسبب في الإصابة بالسرطان، ومذ ذلك الحين تزايد القلق من أن مبيدات الحشائش التي تحتوي على الغليفوسات قد لا تكون آمنة للعمال الذين يستخدمونها أو حتى على المستويات الموجودة في طعامنا .
مزاعم باطلة
تزعم شركات الكيماويات وصناعة الأغذية ومنظمي السلامة أن الغليفوسات لا تشكل أي خطر على الإنسان!
وغالبًا ما يشير منظموا السلامة إلى دراسات صناعية غير منشورة وغير متاحة للجمهور ولم تخضع أبدًا لمراجعة الأقران في المجالات الطبية أو حتى أنها تعرضت لنقد الخبراء. كما أنهم ينظرون بشكل أساسي إلى الغليفوسات بمفرده. وفي العالم الحقيقي والواقع، يتم خلط الغليفوسات دائمًا بمواد كيميائية أخرى للتأكد من التصاق الغليفوسات بالنباتات التي يتم رشها عليها واختراقها، تم النظر إلى الدراسات مثل تلك التي فحصتها IARC ، في ما يستخدمه المزارعون وكيف يمكن أن تضر بصحتنا حتى في الجرعات المنخفضة الموجودة في طعامنا.
في السنوات الأخيرة ، أثارت هذه الدراسات ، إلى جانب تلك الدراسات التي ربطت بين الغليفوسات وأشكال معينة من السرطان لدى العمال، وهناك الكثير من المخاوف من أن مبيدات الأعشاب المحتوية على الغليفوسات قد لا تكون آمنة على الإطلاق حتى ولو بالنسب القليلة. وهذا ما يجعل المبيدات والصحة أمران لا يجتمعان.
إعداد: عبدالله ال خميس
المراجع:
